عودة جد الفلسطيني إلى روح الروح

 


خالد نبهان هو قصة الحب، والصبر، والحلم، والتوكل، والإلهام، والشجاعة. بين إفراج السوري من بشار الأسد الذي قاد الدول بطريقة تنكيل المدنيين، نسمع نبأ المؤلم. شهد خالد نبهان، جد الفلسطيني، صاحب مقولة “روح الروح” التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت شهدت حفيدته ريم التي كانت تقترب من عيد ميلادها الرابع عقب قصف الاحتلال الإسرائيلي في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.


في ضيق الوقت، لم يهش خالد نبهان إلى المأساة، بل انتشل حفيدته من تحت ركام المدمر والجدران المكسر. وهو يحتضنها، ترنم المهد “روح الروح” تكرارًا وتكرارًا. لو كانت هذه المأساة في حياتنا، فكيف نتغلب على هذه المعاناة؟هناك سعادة لنا في هذه القصة، لأن خالد نبهان التحق بروح الروح بعد انتظارها في الحياة الآخرة، ليقرب جدها نبهان إليها من الاحتلال الإسرائيلي بلا هوادة، والانهيارات، والتفجير، والتنكيل، والمناوشات، والتهديدات الضمنية.


خالد نبهان هو رمز المثابرة، لأنه لم ييأس بهذا الوداع المؤلم من عاشقته، بل قام قويًا لترميم وإلهام وتأييد المدنيين الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي المتوحش، بتكريس الحياة في نزوح المخيمات لإغاثة اللاجئين والأطفال الذين يعانون من الجوع والعطش والمرض. علاوة على ذلك، نشهد في وسائل التواصل الاجتماعي أنه يمنح الطعام للعديد من القطط التي تعاني ضمن الاحتلال الإسرائيلي المتوحشوكان بين الجد والحفيدة مصادفة عجيبة في هذا الأمر، أنهما يلتقيان في شهر ميلاد واحد، في ديسمبر/كانون الأول، ولد الجد والحفيدة وفيه رحلا معًا. هذه المصادفة الحلوة من الله. رغم سعادة ريم بالتحاق الجد إليها، إلا أن هناك تذكرًا حزينًا لمن عالج اللاجئين والأطفال والأمهات والآباء والقطط حول تجول فلسطين. لأنه هو جد وداعم وجريء وجراح للفلسطينيين.


خالد نبهان مثالي لكل أسر حول العالم. وهو لا ييأس فحسب، هو قام لأسرته وكل أسر الشهداء حول الفلسطين بأن إلتقاط الطعام والشراب والمخيمات ويحمل بضاعة ويمنح إلى الميئسين والمستوطنين. وقد بات أسكن لأسرته خصوص أمها وبنتها وحفيدته التي يبقي من القصف الإحتلال الإسرائيلي.

 

وهو أفضل المؤمن مع الصبر الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشهر الحديث ،"عَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ."( رواه مسلم.) وقد صار أصدق العجيب .

وكذلك الحلم فيه الذي يقول النبي ﷺ لأشج عبد القيس: إنَّ فيك خصلتين يُحبهما الله: الحلم والأناة. وقد نسمع مثل هذا قصة الصبر من عديد من الصحابة والتابعين. أفضل الصابر بلال بن رباح رضي اللّه عنه وهو يعذب من أجل إيمانه كان أمية يضره حتى يأمر بالصخرة العظيمة أن توضع على صدره . ذلك الوقت كان بلال يستمر في فيه أحد أحد.هذا أمر عجيب. الآن هنا يضيف قصة الصبر خالد نبهان إلى قائمة قصة الصبر. كم قصص هكذا.ولكن لم يلتفت ولم يكتف الإحتلال الإسرائيلي المتوحش هذا التطهير العرقي والإبادة الجماعية للفلسطينيين ،حتى الأطفال.


هكذا قصة حفيد النبي صلى الله عليه حسين بن علي رضي الله عنه.قتل في كربلاء بالمحتالين. وهو حفيد النبي صلى الله عليه وسلم. لو كان نبي صلى الله عليه وسلم يحيى في هذه الوقت المصيبة الذي حدثت حفيده ، لكان نشهد أفضل الصبر من النبي صلى الله عليه وسلم الذي يدرس لنا الصبر ،الصبر عند الصدمة الأولى،الصبر نصف الإيمان، النصر مع الصبر ،وأفضل الإيمان الصبر والسماحة.الصبر لا يأتي إلا بخير ، ندرس لنا حياة نبهان لأنه التحق بشكل سريع إلى محبته .قال الله تعالى في محكم التنزيل:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(آل عمران ٢٠٠)


وقد أصبح فلسطين بنفسه رمز الصبر مثالي لكل أوطان. حتى عندما فقدت إحدى حيوات، يصعدون إلى قمة النشاط أن يتغلب على المأساة الإنسانية .خالد نبهان، المكنى أبو ضياء، استشهد يوم الاثنين 16 ديسمبر 2024 إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة حيث كان نازحًا. لم يفقد حفيدته ريم فحسب، بل أخوها طارق وأبناء نبهان.


اللهم اغفر له نبهان، اللهم اجمعه مع أحفاده، اللهم انصر إخواننا الفلسطينيين. آمين يا رب العالمين



سنين فؤاد 

حرم الوافي كالكاو

إرسال تعليق

أحدث أقدم