المطر يهطل بغزارة كأن الله يصب دلاء غضبه على رؤوس البشر فذهب ياسر إلى الغابة ليستمتع الطبيعة. فوجد وجها أسمر تضرج بحمرة فاتنة وأهدابا سمراء تحرس عيونا سوداء وشفتین دسمتين ترتجفان. كل ملامحها تكتب شعرا من الجمال فتاقت نفسه توقا ملحا إلى أن يتزوجها. عندما كرر النظر إلى مكانها بان بأنها اختبأت وراء الأشجار فرجع إلى البيت حزينا.
وفي اليوم التالي ذهب إلى الغابة بسلة ممتلئة بالأزهار فرأىها فاستظهر حبه الشديد، بعد أيام سقطت في الحب معه........
كانت الغابة في ذلك اليوم خضراء والشمس تشرق من وراء السفوح الندية والعصافير في زقزقة ترافقها ألحان السواقي، فأراد ياسر أن يذهب إلى بيته ليأخذ الملابس لزوجته وأن يعطيها التحفة. فأخبر عنها لزوجته ثم طفق يمشي إلى البيت بعد أن قبلها.
بسوء الحظ بينما هو يواصل مشيه قفز إليه الدب وقتله لكن لم يتحين له لأكله بأسره حتى اجتمعت النسور على جثته وطرن به ولما وصلن فوق بیت زوجته سقطت الجثة بثقلها وكانت زوجته تقف قدام الباب إذ رأت جثة الحبيب فكادت عيونها تستفيض مستلمة تحفته الأخيرة.
محمد عرفان
مجمع ك.أم.أو.الإسلامي