مزِيّة الهند في المستقبل تربى وتترقى


في الواقع، المسلمون في الهند يشبهون الأسماك الصغيرة، حيث يتم أكلهم من قبل الأسماك الكبيرة ولذلك، كيف يمكن للمسلمين في هذا الوضع تنمية أنفسهم نفسيًا؟ حاليًا، يبدو أن المسلمين في الهند يعانون من ضعف مذاهبهم مقارنة بالمذاهب العالمية الأخرى. إذا نظرنا إلى المستوى الأدنى للمسلمين، يبدو وكأنهم مثل الجوهرة المكنونة، حيث يفتقرون إلى الرؤية والعلم والعمل به. إنهم يبرزون في الصلوات والتذكيرات والعبادات الخاصة. فكيف لا يمكن أن تتميز مثل هذه الأمور المختلفة؟ لذا، دائمًا تكون أيدي الله معهم لتقديم النصر والحماية في جميع الأوقات. كثيرون من الأفاضل قد توجهوا إلى الله، بما في ذلك الإمام الغزالي والشيخ محمود أفندي ومصطفى لطفي المنفلوطي، مثل هؤلاء.

الآن سأوضح حالة المسلمين في الهند بشكل أفضل. إنهم كالأسماك في أعماق البحر، حيث لا يعلمون ما يحدث فوق سطحه. وهناك العديد من الأمثلة التي يشرحها بالتفصيل، والتي تتعلق بالتعليم والعبادة والنصائح الجاهلة.

أولاً، دعوني أشير إلى المعاملة التعليمية، والتي تكون في أدنى المستويات. يُعزى ذلك جزئيا إلى الإنترنت والهواتف التي أدت إلى انخفاض مستوى التعليم في الوقت الحالي، وهو أمر يؤثر بشكل خاص على الطلاب في الهند.

وهناك أسباب كثيرة لهذا الأمر، بما في ذلك أن تلاميذ القرى يعملون كالعمال في سنواتهم الصغيرة ويوفرون الأموال مثل الأمراء. وبالتالي، كيف يمكن لهم أن ينموا ويتطوروا في مجال العلوم والعبادة؟، حيث إنها تتأثر بمستوى التعليم. لذلك، يعاني أهل الفقر الذين يتعرضون للعديد من الصعوبات، إلا أن القليل فقط يعمل بها من بين الأقلية،وهم على درجة الجهل، حيث يتكلمون بكثرة دون أن يتبعوا أقوالهم بالأفعال. يُمثل ذلك ما ورد في القرآن الكريم "كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُون"في الوقت الحاضر، يوجد العديد من الأشخاص الذين يراقبون الأعمال السيئة دون أن يمنعوها، ومنهم من يشترك في هذه الأعمال السيئة دون أن يخشوا العقاب. وبالمقابل، يوجد القليل جدًا الذين يهديهم إلى الرشاد. إن الجزاء يكون موافقًا لما يفعلونه، حيث أن القلوب النقية تتحول إلى قلوب جذرية، وبسبب هذا الوضع، يبدو أن الناس لا يخشون أو يدركون ما يأمرهم الله به وينهاهم عنه، بينما ينكرونه بشكل عام. 

وجميع هذه الأمور هي نتيجة لوساوس الشيطان الذي يغوي النفوس. إذا تورطنا في هذا الوضع، فلن يكون الخروج منه إلا بجهد كبير، وسينجح في الخروج من هذا الوضع القلة القليلة من الأشخاص الصالحين.ما بالنسبة للنصائح الجاهلة، فإن هناك بعض علماء الدين الذين لا يقومون بتطبيق ما يعلمون. وعندما ينصحون الناس، لا يُنصت لهم كما لو أن كلامهم يمر بجانب أذنيها دون أن يؤثر فيهم. وبالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الناس الذين يمتلكون معرفة ومهارات كثيرة، لكنهم لا يقومون بالعمل بما يعرفونه. وإذا نظرنا إلى الأشخاص البارزين في التاريخ، سنجد أنهم كانوا مشهورين بكثرة أعمالهم ومنجزاتهم بفضل معرفتهم، وكانوا مثل القلوب الصادقة، حيث كانوا يقولون ما ينصحون به ويتبعون أقوالهم بالأفعال.

فيما يتعلق بالعبادة، يبدو أن عبادتهم تتمثل في العزلة والتقرب إلى الله وحده، حيث لا يسعون إلا للتقرب إليه. ومن بين أنواع العبادة تأتي التطوع، حيث يقضون ساعات الليل في الصلاة. وكما كان سلفنا الصالحون، لم يكونوا ينظرون إلى القبور ويتذكرون الموت إلا وكانت الدموع تتدفق من عيونهم، فهم كانوا فرسانًا في النهار ورهبانًا في الليل. فلماذا لا يكون سيرتكم مشابهة يا أيها الحاضرون الغافلون؟ عليكم التفكير في سيرتكم التي قد تمر بدون كسب أو عمل يستند إلى العلم.

أما بالنسبة للمستقبل، إذا نظرنا إلى الزمن القادم، فلا شك أن الظلم والعصيان والفسوق والكفر سينتشر بشكل متزايد، حتى يكاد لا يبقى مكان في العالم إلا وأصبحت به قليلة واحة الكفر. واستخلف الناس عن كتاب الله وسنة النبي ولا يمتلكون العلوم النافعة، بل سيؤمنون بالعلماء بدون الله. وإذا نظرنا إلى التوازن بين الأوائل من الأجداد واليوم، سنجد أن شخصًا واحدًا من الأجداد يعادل ألفًا من الأشخاص الحاضرين في اكتساب العلم والعمل به. يهرب الناس إلى المال الفاني الذي لا فائدة تحته، ويسعون لكسب المال بأي وسيلة دون الحصول على ما يشبع حاجاتهم الحقيقية. يضيعون أوقاتهم الثمينة في أعمال سيئة لا فائدة منها في حياتهم إطلاقًا. ويدعون أن يضعوا المال في مكان العلم ليزيدوا فخرًا لأنفسهم.

وإذا نظرنا إلى الأجيال السابقة، نجد أنهم كانوا يسعون لاكتساب العلم والمعرفة وخدمة الآخرين بإخلاص. ولكن الآن، يبدو أن الناس بعيدين عن أعمال الخير، حيث يقومون بأعمال لتحقيق الشهرة دون أن يرضى الله عن أعمالهم إذا كانت محمولة على الرياء. ويتحدث الناس بعضهم عن الأمور التي لم يكن من الممكن سماعها من قبل أبدًا، ومثال ذلك حديث بعض الناس عن النبي عليه السلام بطرق غير مقبولة. ويميل الكثيرون منهم إلى الغيبة، حيث ينشرون الأكاذيب والشائعات حين يسمعون شيئًا عن شخص ما.

ويبدو أن العلماء والأئمة يقومون بأعمال تخريبية بدلاً من البناء، حيث يقومون ببناء الأسواق بدلًا من المساجد، وعلى الرغم من وجود عدد كبير من المساجد، إلا أن عدد الصلوات فيها قليل. وهذا الوضع متواصل في جميع أنحاء العالم، حيث تنتشر الفتنة والاضطرابات والعلماء الجاهلين لا يقومون بدورهم في منع تلك الفتن.

نحن في طريق الانحطاط يومًا بعد يوم، ولكننا نغمض أعيننا ونحاول تجاهل عمق الهاوية من حولنا. والألم لم يعد يهمنا، والحياة أصبحت لا تهمنا، وبسبب ذلك يستمر الظالمون في أفعالهم دون أن يتلقوا العقاب المناسب. وكما حدث مع امرأة هندوسية تدعى بنو بر شرما التي أساءت للنبي عليه السلام وسيرته النبيلة والنورانية. كل هذه الأمور تعد أشراطًا على قدوم القيامة.


آرمان شيخ 

 جامعة دار الهدى الإسلامية



1 تعليقات

  1. كيف يمكن لهم أن ينموا ويتطوروا في مجال العلوم

    هكذا صحيح؟

    ردحذف
أحدث أقدم