فاضَ نُورُ المجدِ من قلبِ الشهيدْ
في دروبِ العزِّ والأملِ الوَليدْ
يا حيَـى، يا رايةَ الحقِّ التي
رفرفتْ في وجهِ طُغيانِ الجَليدْ
حاملًا في صدرِهِ روحَ الفداءْ
مُقدِمًا للموتِ في عِزٍّ وجِيدْ
قد نذرتَ النفسَ للأرضِ التي
سُقيَتْ بالدمِّ في زمنٍ شديدْ
تَرتقي للحقِّ رغمَ الليلِ إذْ
كلَّلتْكَ الشمسُ في وقتِ الصمودْ
أيها البطلُ الذي ما هابَ يوم
من جيوشِ الظلمِ أو بأسِ الحديدْ
عاهدَ الأقصى بأنْ لا يَستكينَ
طالما في ضلعِهِ قلبٌ شَدِيدْ
فارتقيتَ المجدَ في أسمى مقامٍ
بينَ أبطالٍ بعرشِ اللهِ عيدْ
أيها الحُرُّ الذي لا زالَ نَور
يُشعلُ الأحلامَ في دربِ الشهيدْ
ما بَكيناكَ ضعافًا بلْ ثبات
في دروبِ النصرِ في عهدٍ مجيدْ
سَوفَ تبقى يا شهيدَ أرضنا
حافزَ الأجيالِ للإقدامِ نِد
فيكَ نبني المجدَ لا نخشى انكسار
يا شعاعَ الفجرِ في يومِ الوعيدْ
يا سنوارُ، في السماءِ مقامُكَ
بينَ أرواحِ الشُهداءِ البعيدْ
أنتَ نارٌ قد أضاءتْ كلَّ بيتٍ
في فلسطينَ في كفِّها الوليدْ
عزفَتِ الأرواحُ لحنَ النصرِ دوم
من دماءِ الشهداءِ عزمِ الحديدْ
فلْتَنمْ يا حي قريرَ العينِ إنَّ
المسيرَ النصرَ باقٍ للوعيدْ
يا شعاعَ العزِّ في ليلٍ بهيمٍ
لم يزلْ نورُكَ في قلبِ وحيدْ
فارتفعْ في خلْدِنا رمزَ الأمان
واستقرَّ في جوارِ الخالد
محمد شهير الحسني
محاضر في كلية الرحمانية العربية للبنات