بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد الله الذي خلق الإنسان وعلمه البيان من القرآن وهو يعلم ما تخفي به نفس وهو أقرب إليه من حبل الوريد والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى الصحابة الكرام أجمعين أما بعد.
إنه الزمن الذي قد تداخل الظلم والطغيان في قلوب الإنسان حتى أصبح لا يذكر الله ولا يرجع إليه في أموره. نحن لا زلنا نرى ونشاهد أنواع الكذب والفتنة في حياتنا الراهنة،وقد تقمصت الكذبة اليوم أشكالا كثيرة حتى لا نستطيع التمييز بين الحق والباطل،والصالح والطالح، ومنها الإلحاد الذي ينكر وجود الله وتدّعي بأن العالم ليس بمخلوق من عند الله بل هو موجود منذ القدم حيث تكون بنفسه بدون خالق أو محدث، فهذا الزعم الفذ لا يوافق عقول الإنسان عقليا ولا نقليا حيث لا يخفى ذلك على من له قلب سليم أو ألقى السمع.
ومن الجدير بالذكر قول الله تعالى عن الموت وعواقبه في سورة آل عمران(كل نفس ذائقة الموت) ومعنى الآية أن كل نفس سيدركها الموت لا محالة،فإذا فكرنا معنى هذه الآية الباهرة يتضح أننا نخشى ونخاف الموت حينما يموت أقرب شخص إلينا أو نستمع إلى خطيب مصقع يعظنا عن ذكر الموت ولكن أثرها قد لا يطول كثيرا،حتى ننسى من دفناه قبل أسبوع أو أشهر قليلة ونستمتع في ملذات الدنيا.
فاعلم أيها الإنسان،على الرغم أن جميع المأمورات كالصلاة والصوم مفروضة للإنسان فقط ألا أن الموت واجبة لكل المخلوقات ذكرا كان أو أنثى ،أو مميز أم غير مميز .
الموت أمر مهم يطلب الجدية والجدارة حتى لا يقبل الله تعالى توبة من عبده إذا جاء أجله المقدر،ولا يوجد أحد من الناس يعلم متى يقع الموت إلا من أخبرهم الله المنان.
ومما لا مرية فيه إن لكل الأملاك أعمال ومهمات وهم مأمورون بتنفيذها،أما عزرائيل عليه السلام فهو المأمور في أخذ الأرواح،فإذا جاء أجل أحد، يبدأ عزرائيل بأخذ الأرواح من إبهام الرجل إلى ناصية الرأس فإذا بدأ نزع الروح من الرأس يربك الإنسان كالبطة المضروب رأسها ، لأن سكرات الموت عظيمة ومهيبة.
يظن بعض الناس بأن الموت لا يؤاخذهم في صغرهم بل يؤاخذهم إذا صاروا شيوخا. فهذا الظن باطل وتافه بكل معنى الكلمة أن نتدبر كلام الله عز وجل ( وما تدري نفس بأي أرض تموت).فالناس كلهم يموتون بأسباب مختلفة فبعضهم يقعون في حادث المرور وبعضهم يموتون بسبب الأمراض وبعضهم بلا أسباب خاصة مع الصحة،
في هذه الفترة،عدد من أعداد الفتيان يقعون في حادث المرور ويموتون مباشرين لأنه قضاء من الله تعالى فقط وحادث المرور سبب فقط.إذا نظرنا إلى تعليمات رسول الله صلى الله عليه وسلم فنرى( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) هذا الحديث يخبرنا إذا وصلنا للأرحام تزداد أعمارنا ونستطيع أن نعيش برزق من الرزاق. جمعنا الله مع الذين .حسنت عاقبتهم في جناته النعيم
هادي أمين
طالب بمجمع الهداية الإسلامي، كلامتشيري