قد ينتظر البعض بلوغ سن معينة لتحقيق إنجازات كبيرة، لكن التاريخ يثبت بوضوح أن هذا التفكير مجرد وهم. فإذا ما نظرنا في صفحات التاريخ، سنجد العديد من العظماء الأعلام الذين حققوا النجاح في مجالاتهم قبل أن يصلوا إلى العمر الذي يعتبره البعض شرطًا للنجاح. إن تأجيل الطموحات بانتظار مرحلة عمرية محددة قد يكون مجرد عائق أمام تحقيق الأهداف، فالعبرة ليست بالعمر، بل بالإرادة والعزم على العمل لتحقيق الأحلام. يتناول هذا المقال بعض الاختراعات الثورية التي تؤكد أن العمر ليس سوى مجرد رقم.
يكاد لا يوجد أحد بيننا اليوم لا يعرف أو لم يسمع بتطبيق فيسبوك. وعلى الرغم من أن فيسبوك يحمل في طياته جوانب إيجابية وسلبية، إلا أنه أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس بمختلف فئاتهم. هذا التطبيق الذي أحدث ثورة في عالم التواصل الاجتماعي، انتشر بسرعة كبيرة بين العامة والخاصة.
ومما يثير الدهشة أن فيسبوك، الذي غير طريقة تواصلنا وتفاعلنا مع العالم، كان اختراعًا لمارك زوكربيرغ عندما كان في التاسعة عشرة من عمره فقط. هذا المثال يوضح بشكل جلي أن العمر لا يمثل حاجزًا أمام الابتكار والإبداع. ففي سنٍ يُعتبره البعض غير ناضج لتحقيق إنجازات كبرى، استطاع زوكربيرغ أن يؤسس منصة تواصل اجتماعي أصبحت الأكثر استخدامًا على مستوى العالم.
هذا النجاح المبكر يثبت أن العزيمة والإرادة يمكن أن تتفوق على معايير العمر التقليدية. إن قصة مارك زوكربيرغ ليست مجرد قصة نجاح فردي، بل هي دعوة للتفكير في أن الشباب يمكنهم تحقيق الإنجازات الكبيرة متى ما توافرت لديهم الرؤية والابتكار. لا ينبغي لأي شخص أن يؤجل طموحاته بانتظار مرحلة عمرية معينة، لأن الفرصة قد تكون في متناول اليد في أي لحظة.
مايكروسوفت أيضًا تُعد واحدة من الاختراعات الثورية في العصر التكنولوجي الحديث. كانت هذه الشركة العملاقة من بنات أفكار بيل غيتس، الذي أسسها وهو في العشرين من عمره فقط. تعتبر مايكروسوفت اليوم رمزًا للإبداع والابتكار، وقد غيرت بشكل جذري طريقة تعاملنا مع التكنولوجيا والحوسبة. بيل غيتس، في سنٍ مبكرة، استطاع أن يرى إمكانيات غير محدودة في تطوير البرمجيات، مما أدى إلى تأسيس شركة أصبحت من أكبر الشركات التقنية في العالم.
قصة مايكروسوفت، مثلها مثل قصة فيسبوك، تؤكد على أن النجاح ليس مرتبطًا بعمر معين، بل يتعلق بقدرة الفرد على استغلال الفرص والابتكار. من خلال العزيمة والشغف، يمكن للشباب أن يحققوا إنجازات تغير مسار التاريخ، وتُحدث تأثيرًا عالميًا دائمًا.
في عمر الحادية والعشرين، ساهم ستيف جوبز في اختراع أحد أكثر الابتكارات شهرة وقيمة في العالم، ألا وهو شركة آبل، بالتعاون مع شريكه ستيف وزيانك. وفي عمر الثانية والعشرين، قام إيفان شبيغل بإنشاء تطبيق سناب شات، بينما اخترع دانيال إيك تطبيق سبوتيفاي بالتعاون مع شريكه مارتن لورنتزون في عمر الثالثة والعشرين. هذه الإنجازات تبرهن مرة أخرى على أن النجاح لا يتوقف على العمر، بل على الإبداع والابتكار.
رغم جميع هذه الاختراعات الكبيرة، لدينا بين أيدينا طفل يدعى راؤول، يبلغ من العمر إحدى عشرة سنة، والذي يساهم بشكل ملحوظ في مجال الذكاء الاصطناعي.جميع الإنجازات المذكورة أعلاه تؤكد أن العمر ليس معيارًا لتحقيق النجاح. فلا حاجة لانتظار التقدم في العمر لتحقيق الأهداف الكبيرة.
جنيد بن علي الحسني
باحث الدكتوراه في جامعة كالكوت