بذور الخير أسرار السعادة


بذور الخير تستلزم محبة الله ، والخوف منه ، والالتجاء إليه ، والاعتماد عليه ، والاستجابة لأوامره ، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والاهتداء بهدايته ، والاقتداء بسنته وأعماله . وإذا كانت بذور الخير طريقا من طرق بطر الكبر ، فإن التبسم أعلى من درجة بذرة الخير ولا يبلغها إلا من أتاه الله إيمانا كاملا وصبرا جميلا . ونرى المتبسم بقضاء الله مسرورا بما حل به ، سواء كان مرضا أو فقرا أو مصيبة : لأنها حدثت بمشيئة الله عزّ وجلّ .

لا يمكن الكبار أو الكذاب أن يظهر أثر التبسم الخالص الصافي في وجهه . لأن التبسم يعد سر من أسرار الحيوة السعادة ، ودليل من دلائل القلوب الصادقة والصافية ، كما أنها تعد مفتاح من مفاتيح أبواب مغلقة القلوب بالكبر والرياء . إن أفضل سلاح يمكن الإختراق للوصول إلى أفئدة متلونة بلا حدود ولا حائل . 

وإذا بحثنا عن منافع الابتسامة الصحية وجدنا أنها تحافظ على صحة الفرد في الجانب النفسي والجانب العصبي والبدني ولها دور فعال في تخفيف ضغط الدم المرتفع وتساعد على تنشيط الدورة الدموية وتعد أنها درع واقي من العديد من الأمراض النفسية والحياتية وتحسن من أداء أجهزة الجسم كالقلب والمخ وتزيد من جمالية الوجه وجاذبيته وخلق الهدوء والطمأنينة داخل النفس الانسانية والتخفيف من آلام الصداع . 

في هذه الأيام تنحدر منا بذور الخير بكل منافعها وسيطرت على مكانها أشرار المجتمع والأفراد . فواجب علينا إعلان بذور الخير المتلونة حتى من أصغر أثرها . يستطيع المسلم أن ينور طريقة الحيوة بأحسن تأثير بالثقافة الدينية ورونقها القيم . لأن النبي صلى الله عليه وسلم يحرض الانسان أن يتصدق بالتبسم كما نرى في قول نبينا صلى الله عليه وسلم : " لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق " ( رواه مسلم ) . 

الابتسامة نعمة تبرد الضمائر والأفئدة ولا تأتي لعاص أو جاحد ، انما يظهر بها الطائعون المستقيمون على شرع الله ، وربما تفقد السيطرة على أعصابنا فتخرج عن طبيعتك المألوفة والمعتادة ، فتأتي بتصرف مفاجئ أو تلقي كلاما يحمل إساءة وإهانة ، وقد يكون كفرا ، لأن الغضب يخرج الانسان عن طوره وشعوره . 

مخاطر الغضب كثيرة ومتعددة ، وهي ليست فقط الخوف من الوقوع في المعاصي والسيئات والمصائب ، انما أيضا له  تأثيرات على صحة الانسان . فان الابتسامة لها الامكان أن تنحذف آثار ثوران الغضب والغيظ . 

إن الاسلام له ميادين ومحاريب متعددة التي تعد سياقات ترغب الانسان أن يزرع بذور الخير . وقد خط لنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم كلمات جامعة فيها أمور متوافرة بترغيب بذور الخير في قوله : " الايمان بضع وسبعون ، او بضع وستون ، شعبة ، فأفضلها قول لا إله إلا الله ، وادناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء من الايمان " ( رواه مسلم ) . 

تنفتح زهراء الخير وتنبثق بآثار حسن الخلق من مخالطة بين الناس . لأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم . عندما نلتفت إلى طيات تاريخ النبي صلى الله عليه وسلم وجدنا أنه لعلى خلق عظيم . يؤكد ذلك قول الله تعالى : ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك " ( ال عمرن : 159 ).

لكن من الحقيقة المؤلمة ، العالم في أعماق النسيان من التبسم ، كل هائمون تائهون ومشغولون في حجرة خيالاتهم . لا يستطيعون أن يُفديو التبسم في وجه أخيهم . لا تحقرن من المعروف شيئا . لنا فرصات ذهبيات قيمات لاغتنامها بتقوية عيون بذور الخير. وفقنا الله .       

                                                        

الحفاظ محمد محسن الوافي 

                                                     

إرسال تعليق

أحدث أقدم