مانبور ؛الهند ترجع إلى العصر الجاهلي


            من المقرر,أنّ الهند تختلف من الدول الأخرى بتنوّعاتها القيّمة وثقافاتها العظيمة.وبذلك سُمّيت ب' أرض التنوعات'. هي أرض متراقصة ومتأرجحة بأديان مختلفة وقبائل متميّزة.وطن يُجذّب عيون الناظرين ويجلب قلوب السياحين.هذه هي أحوالها الظاهرة.لكن منذ سياسة حزب بهارتيا جنتا فصاعدا أخذت الهند تواجه الانحطاط الأخلاقي لا سيّما مذ شهور قليلة تكابد الهند شعور الحنين للعصر الجاهلي وتذوق بملح الدموع لما يحدث في ولاية مانبور.

               مانبور,هي إحدى الولايات الشمالية الشرقية في الهند تُسمّى ب 'جوهرة الهند' الّتي تشهد العنصرية المقيتة.أمّا جيوغرفيتها فنصيب الأسد منها المناطق التلالية.فيها تعيش قبيلة مسمّاة ب'كوكي' والمناطق العادية تُسيطرها قبيلة مسمّاة ب'ميتي'.وفي أوقات لاحقة اندلعت المظاهرات بين هتين القبيلتين.وقد أسفرت هذه المحاربات عن التحدّيات الفزيعة على مستوى الوطن.

لم العداوة بين كوكي وميتي:

أمّا فيما يتخصص بميتي فهم الأغلببة.فكوكي أقلّ مقارنة.وفي المجالات السياسية يزيد عدد أعضاء الجمعية التشريعية على خمسة وثلاثين من ميتي وكوكي أقلّ منها.

               لاشكّ عند إنشاء الدستور أبدى الزعماء بعناية عسى أن تكون كوكي تُواجه البوائق من أجل قلّتهم خلال سيطرة قبيلة ميتي الأغلبية.وبذلك تمّ تخصيص لكوكي فوائد مخصّصة على بكرة أبيهم أكثر من ميتي تحت نصّ ٣٧١ من دستور الهند.وشُملوا في الطبقت المجدولة.عند ذلك في العام الجاري حسمت المحكمة العليا لمانبور ميتي من الطبقات المجدولة.فرفع أهل كوكي القضية إلى المحكم طلبا لردّ ما حُسم.بعد ذلك على الرغم من أنّ المحكمة الشورى الهندية عرقلت قرار محكمة مانبور لم تحسم لصالح أهل كوكي.وعزمت على تتويجه بالتنفيذ.وقامت كوكي بالنضالات في العاصمة 'امفال'ضدّ القرار المشار خوفا من ضيعة فوائدهم الواقعة إن كان قطعيّا.ففي أعقاب هذه النضالات ثارت آثارها إلى كلّ حدب وصوب من مانبور. هنا يظهر أنّ الهند تستعيد العصر الجاهلي الّذي كانت المحاربات والاشتباكات شائعة فيه بين القبائل مثل الأوس والخزرج.والفرق, انّ اشتباكات مانبور صارت إلى أسلوب حديث.من الأمر المؤسف أن تعود الهند إلى ذلك القرن المكهرب بالتيارات الفاسدة.

                         وبالحقيقة كما ذُكر في المقدّمة ,الوحدة هي أساس إقامة الدولة.لتلك نفسها قام الزعماء مثل مهاتما غاندي وأمبيدكر بيد أنّ البعض عبّروا عن مواقفهم أن تكون الهند لدين مخصوص.وضع مهاتما غاندي النقاط على الحروف انّ الهند ستشهر رمز الأخوّة والإنسانية بين جميع المجتمع ولا فرق بين اثنين. هل نشمّ رائحة تمنّياته في الهند الجارية? إنّنا لنعتقد الهند دولة دموقراطية وعلمانية.لكن الآن تقتصر الحقوق والحرّية لمن له السيطرة والتأثير.إذا حدّقنا التاريخ وجدنا فيه أنّ الدستور الهندي أُنشأ للتأكّد من حماية المواطنين وعزّتهم.


 آثار الدموع باقية حتّى الآن:

من المقزّز, تستحي الهند من هذه الأحوال القبيحة.لايتمكّن بعض الناس أن يتمتّعوا بحقوقهم الكاملة وحرّيتهم الكافية في مانبور الحاضرة.كأيّن من دار دُمّرت إبان الشغب.ولا سلطة للشرطة ووزارة العدل لاتّخاذ إجراءات استباقية.من هذا يعرف أنّ الدستور صار مقصورا للاهتمامات الشخصية.كذا شهورا منعت دراسات الأولاد.إنّ بعض المواطنين لقوا مصرعهم خلال عدم تحمّل المهاجمات.وبعضهم حُرّقوا. هكذا طفقت مانبور تتلطخ بدماء الأبرياء.كذلك كم أحلام بُدّدت في دخان النّار.أما قرع قلوبكم ذلك الموقف الحزين,هذه هي فتاة من كوكي تحمل طفلها الصغير وتتمشّى خلال شارع المدينة.آنذاك بادر إليها مجموعة من فتيان ميتي ثمّ قتلوها وابنها الحبيب.إنّ هذا الموقف يُعرض على أن لاتزال تعشعش في داخلهم عنصرية مقيتة.

 فالآن, الهند تمتلأ بشدّة الجهالة رغم كلّ النقلات الحضارية الّتي عايشها الإنسان على مستوى المادي.أين فاتتنا الإنسانية?

             وإنّ ممّا يهيج القلوب,قبل بعض الأيّام كنّا شاهدنا مجموعة من الفتيان من ميمتي يُجرون فتاة مسيحية من كوكي خلال الشارع وهي عارية وهم يغتصبونها . "الهند وطني والهنديون إخوتي" هي المقالة الّتي تُنقل على لسان جميع المواطنين الهنديين.ألا وهذا أعظم الكذب.إنّ ممّا لا مجال للشكوك والأوهام, في الهند الجارية لم تكن الحكومة تتمنّى رعاية المجتمع وحماية المواطنين.ومن المُخيف انّ فيديو هذه الفتاة حظيت بعديد كثير من التفضيلات.ولا من المستثنى لمّا يردّ اللاعبون الهنديون المشهورون الّذين طرحوا التعليقات في حسابهم الرسمي عن حادث موت الفيل الحامل إبان انفجار من إحدى الحدائق في ولاية كيرلا تعليقات بالنسبة إلى هذا الموقف الحزين.والمؤسّف انّ ما حدث في مانبور يكشف أنّ الصورة النمطيّة عن الهنديين من خلال هذه السلوكيات القبيحة لم تتغيّر إلّا نحو الأسوأ.بصفتي هنديّا أحزن من مجامع فؤادي بأن يحدث هذا في حديقة السلامة.


 التأثيرات السياسيّة في الاشتباكات:

                    من المؤكّد انّ السياسة لتلعب دورا كبيرا في تراكم الاشتباكات .ومن خلالها يتكاثر ردّ الفعل والنضالات بشأن عدم تجاوب السلطات.ومن الجدير بالذكر انّ حزب بهارتيا جنتا حزب يُعرض على هندوتفا في كلّ المعاملات ووجهات النظر. بما في ذلك في سنة ٢٠١٩ من شهر أغسطس نقل حزب بهارتيا جنتا نصّ المادة ٣٧٠ من دستور الهند الّذي تعقّب بحرّية مخصوصة لجامو كاشمير .وعبّروا عن رأيهم انّ الهند تستوجه المساوة في كلّ أرجائها.وآنذاك لم يُغيّروا النصّ الّذي يتعلّق بمانبور.أمّا جامو كاشمير فكانت الأغلبية مسلمين.وفي الحال يُروّجون الهندوسيين ضدّ الدستور في مانبور ويستهدفون أن يُخرجوا المسلمين والنصارى.وأيضا محاولة تنفيذ 'قانون تعديل الجنسية' وحظر اللحم في الولايات الشمالية وطقوس العبادة في البرلمان أمثلة تدلّ على عنصريتهم.ومن المعلوم, انّ قبيلة ميتي هندوسيون يحكمهم رئيس الوزراء بيرين سينغ قائد سياسي من حزب بهارتيا جنتا في ولاية مانبور.أمّا كوكي فهي قبيلة تحتوي النصارى.فمن السهول أن يطرَدوا.وبذلك لا تشاهَد مشاركة نريندر موتي الفعّالة لتحليل هذه الكرب.ومن المقول لقد بدأت الماشكل في مانبور قبل شهور كثيرة.لكن ما كانت المعلومات توفّرت لنا نجم عن إلغاء الشبكة.يُقال لم تطرح الحكومة عينها إلى المتضرّرين من المهجمات والعنف إلاّ بعد الضوضاء الّتي اندلعت من خارج الولاية.فما يزيد أن نستحي دون هذا? لقد تفرّقت الهند من ضياء المودّة إلى ظلام الكراهية.

               هذه دولة.لم تكن لدين واحد أو قبيلة مخصوصة.ولا يُروّج الدستور مجتمعا ولا دينا.كذلك السابقة الهندية.فمن مسؤوليّتنا أن نبذل قصارى جهدنا لكي نحمي صورة دولتنا النمطية الفائقة بأحسن شكل بين الدول الأخرى.لأنّ هذه ميراثنا من القدماء.فمن الواجب أن نقوم بتطبيع العلاقات وتحسينها مع كلّ واحد منّا بدون التمييز الديني.ولا حلّا آخر لإقامتنا مع الأخوّة والانسجام.دعونا نرجو "الهند سوف تكون هندا".

والله الموفّق.

محمد نبهان 

طالب في كلية السيد فوكويا للآداب والعلوم الإسلامية

إرسال تعليق

أحدث أقدم