إذا نظرنا إلى تاريخ شبه القارة الهندية لا محالة نجد أن العلماء المسلمين بذلوا أوقاتهم النفيسة وهمتهم الغالية وفرصهم النيرة لتحرير الوطن بالنسبة إلى غير المسلمين. إنهم قد نفخوا في أذهان الناس نيران تحرير الوطن وألهبوا في قلوبهم وشعورهم رغبة التخليص من الدسائس الاستعمارية والبرطانية وأنهم قادوا المسلمين إلى رصيف واحد وميدان واحد. وأنهم حرضوا الناس على تمسك حب الوطن وتضحية للوطن وتنوير الوطن من بين سائر الناس. منهم برزت الشخصيات الموسوعية والفذة المشهورة المقبولة بين أيدي الناس ومنهم الرئيس الزعيم أبو الكلام آزاد ثم الشاه ولي الله الدهلوى ثم سر سيد أحمد خان مؤسس الجامعة المشهورة جامعة عالگره. بموجب إيراد تلك الشخصيات لهم شكيمة وقدرة تامة على القيادة والزعامة والائتلاف والاتحاد. ثم هناك كثير من العلماء بعدهم الذين ضحوا نفوسهم لتحرير الوطن،فطوبى لهم وسلام ألف مرة على شجاعتهم وجرئتهم الشكيمة والقوية والفخر للمسلمين عليهم كانوا من جلدتهم. نريد إلقاء الضوء على الشخصيات المذكورة وعلى إسهاماتهم الكثيرة وخدماتهم الجليلة وبيان حركاتهم لتحرير الوطن وتمسك الناس بها في حياتهم وحربهم عند البريطانيين.
بیان شخصية أبي الكلام آزاد
إنه كان أول وزير التعليم الهندي بعد استقلالها وأيضا كان الزعيم السياسي والقائد الديني، وله يد طولى في تحرير الوطن من البرطانيين،ولقد قاد الناس إلى رصيف واحد ولم يميز بين الهندوس والمسلمين على شكل الأديان والمذاهب بل حاول على ائتلاف الهندوس والمسلمين في ميدان واحد لتحرير الوطن المألوف.وأنه أيضا كان عالما حاذقا ماهرا في كل علوم المادية والدينية وأنه صنف كتبـا قيمة وأصدر مجلة باسم "الهلال" لتحريض الناس على تضحية نفوسهم لتخليص الوطن واستقلالها وفسر القرءان الكريم بأسره.
شخصية الشاه ولي الله الدهلوي:
فمن منا لم يعرف الشخصية الممتازة بين أيدى طلبة العلم، وأنه كان بحرا في علم القرءان الكريم والحديث الشريف والفقه الإسلامي،له يد طولي ومهارة قصوى على إظهار وبيان ما لم يبين العلماء القدامى من أسرار الدين ورموزه الدقيقة واللطيفة. إنه حاول محاولة مضنية على تحرير الوطن وأثبت تحرير الوطن من حب الإيمان إن كان لوجه عز وجل وقد أخبر الناس على أنه ليس في الإسلام عبودية الحكام والسلاطين إلا لله وحده لا شريك له،أخبر الناس إن الانسان ولد أحرار وطلقاء فلذا ينبغي على أن نصون وطننا من أيدي القاهرين والظالمين في ضوء الآيات القرءانية والأحاديث النبوية وأقوال الأئمة الكرام والسلف الصالحين وأنه صنف كتبا كثيرة في كل الفنون والعلوم التي تشتمل مناهج الدراسي في الجامعات الهندية وخارجها على نطاق واسع. وكانت شخصيته مناهل العلوم والعرفان ومنبع القرءان الكيم والحديث الشريف ومصدر أسرار الدين
شخصية سر سيد أحمد خان:
إنه كان من المبدعين للعلوم الدينية والمبكرين للمدارس الإسلامية وكان أيضا من مكافحي الهند.كان له شوق كبير على اتخاذ تقاليد الدين الإسلامية على النهج الجديد في العصر الراهن وإنه حاول محاولة متتابعة ومتواصلة حتى أنه أسس جامعة عاليگره.وله أفكار واسعة وخيالات متنوعة على أن يجعل الناس وطلبة العلم في رصيف واحد مع الاتصاف بالعلوم المادية والعلوم الدينية وأنه صنف كتبا كثيرة ومقالات متنوعة في العلوم المادية والدينية.فطوبى لكل العلماء المسلمين الذين ضحو نفوسهم الغالية وأوقاتهم النفيسة للوطن والملك.
شكيل أحمد الهدوي