تاج الشريعة نبراس لا ينطفئ أبدا


 هو الإمام صاحب سيرة منورة وشخصية مرموقة في الديار الهندية المعروف بتاج الشريعة، كانت شخصيته المباركة ملتزمة بالشريعة وكان عاملا بأقوال وأفعال النبي صلى الله عليه وسلم وبأحكام الشريعة ، يعرفه العالم كنبراس لائح على قلوب البشرية فهو لا ينطفئ أبدا .

فهو شيخنا وعالم العلماء وبرهان الشريعة المرسوم بتاج الشريعة سيدنا ومولانا  أختر رضا خان بن ابراهيم رضا خان بن حامد رضا خان بن أحمد رضا خان.

ولادته وتعلمه العلوم وأستاذه

ولد قاضي قضاة الهند الشيخ الإمام تاج الشريعة محمد أختر رضا
خان الحنفي القادر الأزهري يوم الاثنين من شهر محرم لعام ١٣٦٢ه‍ الموافق ٢ من شهر فبراير١٩٤٣م بمدينة بريلي شمال الهند.

أبوه مولانا الحنفي القادري إبراهيم رضا خان وجده الشيخ الحنفي القادري حامد رضا خان وأب جده سيدنا مولانا شيخنا وشيخ مشائخنا  برهان الإسلام حضرت أحمد رضا خان رحمه الله تعالى.

الشيخ الراحل محمد أختر رضا خان كان في غاية الحرص لحصول العلم منذ نعومة أظفاره، بحسب سيرته المنشورة شرب الشيخ الراحل رحمه الله الدروس الابتدائية العقلية والدينية  عن العلماء المهرة المعروفين في وقته وعن والده إبراهيم رضا خان وعن جده من ولادته الشيخ محمد مصطفى رضا خان وقد حصل على شهادة خريج العلوم الدينية من دار العلوم منظر الإسلام.

واستمر سفره العلمي مدة عديدة مكانًا إلى مكان قرية إلى قرية ريفا إلى ريف كما قال الشاعر:

 يوما بحزوى ويوما بالعقيق

يوما بالعذيب ويوما بالخليصاء 

ثم رحل لتعليمه الباقي إلى جامعة الأزهر الشريف بالقاهرة في الفترة ما بين ١٩٦٣م  إلى ١٩٦٦م ودرس فيها العلوم المتداولة من الحديث واللغة العربية والفلسفة الإسلامية وغيرها من العلوم تخصصا في الحديث وتخرج من كلية أصول الدين بارعا وحاذقا في الأحاديث وعلومها ومتضلعا فيها.

حياته العملية و العلمية :

الشيخ الراحل محمد أختر رضا خان كان بارعا في الفنون الكثيرة خاصة في الأحاديث وكان يغذو سيره ويصرف وجهه إلى التعليم . بعد عودته من القاهرة إلى الهند انخرط في التدريس بدار العلوم منظر الإسلام وأسس بعد فترة دار الإفتاء بعد أخذ الإجازة من مرشده ومعلمه الأعظم الحنفي القادر الشيخ محمد مصطفى رضا خان توفي سنة ١٤٠٢هجري وترك التدريس بدار العلوم منظر الإسلام.

 وقد استخلف المفتي بالهند محمد مصطفى رضا خان قبل وفاته ،حيث كان خليفته في حياته وقد برع الشيخ في الإفتاء وحل المسائل المتعلقة بالفقه ولا غرو في ذلك تعليم الشيخ وحفظه وطريقته على بدء أستاذه عن جده أحمد رضا خان.

شيوخه وتلاميذه :

كان شيخ الراحل رحمه الله يأخذ تعليمه الابتدائي العقلي بجوار أبيه الشيخ إبراهيم رضا خان وأجداده المهرة في الفنون العديدة.

وكان الشيخ الراحل رحمه الله يقوم على تلاميذه لأنه وافر الثراء ،سابغ النعمة، جم التواضع شديد الحياء فأحبه تلاميذه أشد الحب وأصدقه حتى إن تلاميذه صاروا عالم العلماء ونابل النبلاء وبطل الأبطال.

خدماته التصنيفية :

إن الشيخ الراحل محمد أختر رضا خان كان بارعا في كتابة الشعر 'والمدائح وديوانه المسمى 'نغمات أختر' 'وسفينة العفو والديوان يشتمل في اللغتين العربية والأردية .

وكان له جبل من جبال العلم  وله فنون الكتب وقد زرع الشيخ الراحل رحمه الله أنوار الأخوة وغرس شجيرات الرحمة بين الناس على اعتقاد كتبه كمجموعة رسائل تاج الأزهري والفتاوى الأزهري وتعليقات الأزهري على صحيح البخاري بالعربية. أنه قد اعتنى تصنيفه في اللغة العربية نحو " الحق المبين بالعربية" و"الفرد في شرح البرد بالعربية " وقد أدى خدمته على  طريقة مختلفة ومتنوعة .

وفاته المؤلمة ثلمة لا تسد أبدا :

كان له علم لا يخالطه جهل ، وصدق لا يشوبه كذب وكان في الجود كأن الوبل عند المحل .وعصارة القول إن تاج الشريعة كان واحدا من كبار العلماء الربانيين الذين طهرت قلوبهم بل نفوسهم أيضا.

 توفي الشيخ الراحل رحمه الله سنة ٢٠١٨م في مساء يوم الجمعة المبارك خلال أذان المغرب عند قول المؤذن الله أكبر الله أكبر فلبى .داعي الله بمسقط رأسه براي بريلي الهند،ودفنه قرب مرقد أجداد وفي صلاته الجنازة طالت الصفوف إلى حدب وصوب حتى لم يستعمل فيها الميكروفون لوصيته الأخيرة.إنه قد توفي 
لكنه حي في قلوب المسلمين كنبراس  لا ينطفئ أبدا .فاللهم أجزه خير ما جازيت عبادك الصالحين آمين بجاه سيدنا المرسلين.

مهدي أحسن

إرسال تعليق

أحدث أقدم