مكانة المرأة ودورها في المجتمع الإسلامي



الإسلام قد أعطى المرأة كرامتها في أحسن صورها ألا وهي الاحترام لها والتقدير ، والرفق في معاملتها ،كما نادى أيضا بالعدالة بين الذكر والأنثى من الناحية الإنسانية بالنسبة لهما ، وكذلك كل الأمور العبادية، ولم يفرق بينهم إلا عندما يوجد حالات تعارض في الطبيعة التكوينية والبشرية والنفسية والاجتماعية والوظيفية بالنسبة للرجل والمرأة ، وهذا تأكيد لقول الله عز وجل "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء" (سورة النساء) وقد ذكّر القرآن وحذر من الرجوع إلي حياة الجاهلية الأولى التي تعتبر حياة سوداوية للمرأة إذ يتم وأدها ثم تدفن وهي حية يصبح الأب كاظم للغيظ عند ميلادها ينتابه الخيبة والعار و الشعور بالإهانة أمام المجتمع، لأنه الثقافة السائدة وقت ذاك تنظر للمرأة من زاوية ضيقة فقط جلب العار بالنسبة للأسرة إذا بقيت علي قيد الحياة، فالإسلام رد للمرأة كرامتها وحقوقها وواجباتها وعزها ومجدها المنتظر ، حيث جاء في الأثر: لا تكرهوا البنات ، فإنهن المؤنسات الغاليات ، وأيضا: ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا اللئيم. كما أوصى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بأن استوصوا بالنساء خيرا . 

لم يفرط الإسلام عموما في الخلق وخصوصا المرأة من حيث الحقوق والواجبات، لكن نحن قوم الرجال نفتقد الرؤية الكاملة الثاقبة والحس النبيه والتفكير اللين عن ما هي المرأة، وكينونتها، وسيكولوجيتها وخصوصيتها بل وعظمتها أيضا، نعم الرجل ينظر إليهن بعين التقصير والاستخفاف بل يحسب بأن المرأة ناقصة في كل شيء عقليا واجتماعيا وثقافيا ، بل أحيانا ينظر إليهن بأنهن ناقصات للعاطفة والاحاسيس والمشاعر برغم ما يمتلكن بالقدر الأكبر فطريا من هذه العواطف مقارنة بالرجال. 

إن الشرع قد حث المجتمع على العناية بالمرأة ورعايتها واحترامها والتعامل بالرفق في جميع العلاقات، خصوصا الحياة الزوجية والمعاشرة بين الأسرة ، لأن حياة الرجل والمرأة لا تسير منفصلة ، بل حياة متكاملة مع بعضيها البعض في كثير من نواحي الحياة الإنسانية المختلفة ، ولو تتبعنا سيرة خلق البشرية الأولى لوجدنا دروسا وعبر في خلق أبي البشر وأم البشرية آدم وحواء ، وهي الأخرى التي خلقت من ضلع أبينا آدم هذا يؤكد للناس بمكانة وأهمية المرأة بالنسبة للرجل، وكذلك الرجل للمرأة.

وجب على الرجل أن يحترم المرأة ويقدر قيمتها في الوجود ، لأنها هي الأم التي تخاف عليك من كل شر ومصائب الحياة العاتية. كذلك تدعى لك في صلواتها وعبادتها المقدسة بأن يحفظك الخالق ويمد في عمرك وأن يرزقك الله المال والبنون، وهي أيضا التي لا تغمض عيناها ولا تهدي لها بال في أواخر الليالي حتى تطمئن عليك بأنك في أمن وأمان لا تريد أن تراك حزينا أو ذليلا بل ترغب أن تراك عزيزا كريما شامخا مرفوع الرأس بين الناس كي تفتخر بك وسط مجتمع النساء، أيضا المرأة هي الأخت التي تشعر بالأمان بجانبها وتفتخر بك وتشد بك وزرها على مواجهة تحديات الحياة الصعبة. كذلك المرأة هي الزوجة التي تأنس بك وتأويك وقت الشدة أيضا هي الصاحبة والرفيقة والصديقة والشريكة في الحياة التي تقف معك في وجه عثرات الحياة المختلفة ، وكذلك هي التي تزين الحياة بأنوثتها الرقيقة والجذابة والمحتشمة، وبخطواتها المعتدلة وابتساماتها العذبة.

ما زال البعض منا خاصة في مجتمعنا هذا يحتفظ بالعقلية المتحجرة المتعصبة للتعامل مع المرأة بقسوة وإذلال رغم تقدم العلم والمعرفة والتكنولوجيا وانتشار الإسلام، فالمرأة تعيش وتواجه العنف والاذى البدني والنفسي بل أحيانا تنتهك حرمتها وكرامتها. 

إن المرأة كالورد فأحسنوا سقيها ورعايتها حتى لا تبذل أو تموت لأن الورد لا تتحمل الخدش ولا القسوة عليها بل تحتاج إلي الرفق واللين والمرونة والإهتمام كذلك المرأة كالورد تحتاج إلي أرض صالحةمسقية بالكلمات الرنانة وبالحنان والرأفة والتقدير حتى تنبتو تزدهر 

 الجدي محمود موسى

باحث سوداني


 

إرسال تعليق

أحدث أقدم