الدولة العثمانية، هي أقوى الإمبراطوريات الإسلامية بقيت أزمنة طويلة،واستمرّت قيادتها للعالم الإسلامي، من ١٢٨٨م إلى ١٩٢٣م، لنحو مدة ستة قرون ونصف، تأسست هذه الإمبراطورية من قبل قبيلة البدو التركية. بممرّ الأيّام انتشرت هذه الدولة كثقافة متعددة وتبوأت مكانا عاليا للفن والعلوم في التاريخ .
محمد الفاتح بن مراد الثاني أعظم العثمانيين، (١٤٢١-١٤٥١م) كان قهر القسطنطينية في ٢٩ مايو ١٤٥٣م بمثابة نقطة تحول في التاريخ، سماها 'اسطنبول' وجعلها عاصمته. تم منح إعفاءات ضريبية خاصة للتجار والحرفيين، المدينة التي كانت على وشك الانهيار أعيد بناؤها، توسعت حدود الإمبراطورية شرقا وغربا. وساهم الفاتح في وضع دستور للإمراطورية، اشترى كاتدرائية محلية، وجعلها مسجدا ، معروفا باسم 'آيا صوفيا'.
أعطى بايزيد الثاني (١٤٨١-١٥١٢م) الضوء الأخضر للأمن الداخلي والسلام، متدينا، منع الاحتلال الأوروبي من المشهد الثقافي. خلال فترة حكمه، سيطر العثمانيون على السطوة البحرية على البحر الأبيض المتوسط، في عام ١٥١٢م،أجبر على التخلي عن السلطة لابنه سليم. كان سليم (١٥١٢-١٥٢٠م) صاحب رغبات لا تنتهي، تطلع إلى أن يكون حاكم العالم كله. لقد قتل كل من تحدوه، وسع الإمبراطورية بغزو 'سوريا و'إيران'. تركت الخليفة العباسي الخلافة السادسة خلال احتفال في اسطنبول، أصبح العثمانيون القوة المهيمنة في البحر الأبيض المتوسط. كان سليم حريصا بشكل خاص على جلب الفنانين والمهندسين المعامرين من الأراضي المحتلة إلى تركيا واستخدام مواهبهم.
يعرف سليمان (١٥٢٠-١٥٦٦م) نجل سليم بأنه أشهر حكام العثمانيين، يصفه الأوروبيين بأنه مهيب والأتراك يسمونه مشرعا. يمثل عهد سليمان تتويجا للتطور الثقافي للخلافة العثمانية، كانت المجر وفيينا والجزائر وتونس محاصرة واستولى عليها العثمانيون، في عام ١٥٤٠م هزمت قوات الحلفاء لأوروبا في حرب المنفي. أدى عهد سليمان إلى نمو ملحوظ في التجارة والزراعة والعلوم والفنون في تركيا، أحضر في نظام قانوني معطاء.وفي الآونة الأخيرة، عاش حياة محبطة والتنحي عن السلطة، سقوط العثمانيون هي قصة خلفائه.لم يحكم سليم الثاني (١٥٦٦-١٥٧٤م) ابن سليمان إلا ببراعة رئيس الوزراء محمد باشا، أدى ضعف السلاطين وكفاءة الوزراء تدريجيا إلى انتشار الفساد البيروقراطي، كانت هذه بداية الانهيار للإمبراطورية العثمانية. أصبح السلاطين الأقل حكما مدمنين على الكحول وعشاق الرفاهية.
يقال أن محمد الثالث (١٥٧٤-١٥٩٥م) ابن سليم الثاني، فشل في محاولة للاستيلاء على 'قبرص' وهرب إلى خليج 'ليبانتو'. في بداية القرن السابع عشر، قام السلاطين العظام عثمان الثاني(١٦١٨-١٦٢٢م) ومراد الرابع (١٦٢٣-١٦٤٠م) بتصويب الأمور. وإن رئيس الوزراء محمد كوبريلي (١٦٥٦-١٦٦١م) ونجله أحمد كوبريلي (١٦٦١-١٦٧٦م) حكموا بامتياز، على الرغم من فقد نجحوا جزئيا فقط في نتظيف المناطق الداخلية، في عام ١٦٨٣م هزم في حصار فيينا الثاني.
عام ١٦٩٩م هو علامة فارقة في تاريخ سقوط الإمراطورية العثمانية، في عام ١٧١٨م، فقدت تركيا معظم أراضيها بموجب معاهدة 'باساروفيتش'. أدت الحرب مع 'روسيا' خلال (١٧٦٨-١٧٧٤م) أيضا إلى تسريع سقوط العثمانيين، في الوقت نفسه، في عهد السلطان أحمد الثالث (١٧٠٣-١٧٣٠م) تعرضت تركيا ثقافيا سريعا للقمع الأوروبي.