العالم الإسلامي والأوضاع الراهنة


 
 العالم الإسلامي ھو جمییع البلدان التي دخلھا الإسلام۔ فیشمل جمیع المسلمین من الشرق والغرب یعادل عددھم خمس سکّان الکرة الأرضیة۔ حیث یبلغ عدد المسلمین الیوم في العالم نحو ملیار مسلم ویعیش نحو سبعماٸة ملیون مسلم في أکثر من ثمانین دولة بینما یعیش حوالي ثلاثماٸة ملیون حول العالم   
                
وأغلبية ھٶلاء المسلمين یعیشون في القارة الإفریقیا في منطقة إسلامية تمتد شواطٸ المحيط الأطلسي غربا وجزر المحيط الھادي شرقا ومن جمھوریة كازاخستان شمالا إلى الصومال الإسلامي جنوبا ۔ وبقية المسلمین منتشرون في بقية بلدان العالم﴿تاریخ الإسلام ٦٨﴾۔ 

وفي الوقت الحاضر إنّ الأمة الإسلامیة دولھا وإن کانت کثیرة العدد لیس لھم عزّة وتمکین کما کانت في ظلّ القیادة الراشدة في عصر الخلفاء الأربعة وأمثالھم۔وکان زمانھم زمان الأمن والطمأنينة والسعادة والعدل والرحمة۔ففطن أعداء الإسلام أن سر ھذا الترقي ھو القيادة الراشدة ۔فحرصوا کل الحرص لا یمکنوا القیادات الراشدة من امتثال نواصي الأمور وأزمة الحکم في الأمة الإسلامیة۔کما أوصى ”لويس“ التاسع بعدم تمکین البلاد الإسلامیة والعربیة من أن یقوم بھا حکم صالح وبالعامل علی إفساد أنظمة الحکم فی البلاد الإسلامیة بالرشوة والفساد والنساء حتّی تتفصّل القاعدة عن القمّة    وھکذا الأمثلة کثیرة                       

وجدیر بالذکر أن المتأمل في خط سير انحراف
الأمة الإسلامية وھبوطھا من قمّة القوّة إلى حضيض الضعف والهوان یدرك أن حکّام المسلمین یحملون الثقل الأکبر في وصول الأمة إلی ھذا الدرك والانحطاط.                                                          
ویقول فحول العلماء إنّ زمام القیادة الإسلامية في القرون السابقة کان بید الرجال الذین کان کلّ فرد منھم کاملون في الإیمان والعمل والخلق والتربیة والتھذیب والتزکیة وسموّ السیرة مصوغا بصوغ النبي صلّى لله علیه وسلم ومصوبا في قالب الإسلام، کانوا أٸمة یصلّون بالناس وقضاة یحكمون في القضایا وقوادا یقودون الجیش وأمراء یباشرون إدارة البلاد ویقیمون حدود الله۔وکانوا متّقین زاھدين ومجاھدین وفقھاء مجتھدین وسیاسيّین محنكيین ۔فکان الدین والسیاسية یتمثّلان في شخص واحد ۔ھو شخص ”الخلیفة.                                                 
فانعدام الشخصیات المذکورة تسبّب لظھور ثلمات في ردم الإسلام حيث لم تسد إلی الآن کاملة ووقعت تحریفات في الحیاة الإسلامیّة ووقع فصل بین الدین والسیاسیة عملیا۔وأصبحت السیاسیة کجمل ھاٸج حبله علی غاربه وأصبح الدین مقصوص الجناحین مكتوف الأيدي ۔وبالجملة إن الشعور الإسلامیة وقادتھا کلّهم محتاجون إلی أن یعودوا إلی ما کانت الأوّلون علیه والله الموفّق۔﴿التمکین للأمّة الإسلامي١٧) 
                                                                                          
ولكن بفضل الله تعالى يوجد الإسلام وشعاره في كل مكان في بلدان العالم فنقول عن هذا العالم العالم الإسلامي ونرى الاتحاد والاتفاق بين كلماتهم مع اختلاف البلاد والألوان والأشكال واللغات المحلية شعارهم واحد وكتابهم واحد وقبلتهم واحدة ولغتهم الدينية واحدة. ولكن الأسف كل الأسف ليس لهذا العالم الإسلامي قيادة كافية وسياسة جامعة ورعاية مركزة بحبل واحد كما أشرنا إليه آنفا

فكلهم يعيشون في بلادهم حسب قانون الوطن إيجابيا كان أو سلبيا بالنسبة إلى الشریعة الإسلامية.وبعض البلاد عربیّة والبعض إسلامیة والبعض علمانیّة ۔کما أن بعض البلدان جمھوریة والبعض مملکة والبعض سلطنة. فالأمة الإسلامية تعاني مشاكل عديدة وتحديات كثيرة من داخل الأمة وخارجها ومن داخل الأوطان وخارجها وبعض البلاد مرهونة تحت قيادة علمانية أو مسيحية والبعض ھناك تجري الاضطرابات الطائفية والأهلية والبعض يواجه البلاد الأجنبية - إسلامیة كانت أو غيرها عربية كانت أو غيرها في أي سبب كان - أين من يتكلم لتوحيد الكلمة والصفوف للأمة الإسلامية على مستوى العالم؟ ومن هو؟ وهذه هي الخسارة الوحيدة لهذه الأمة.   
          
إذا كان الغذاء مضرا فمسؤوليته على المستعملين لأن لهم عقولا توجب عليهم الاستنتاج والبحث فإذا أناموها فهم المسؤولون.هكذا في السياسة إذا قام بدل حكام عادلین أبناؤهم أو أحفادهم الذين هم غالبا يكونون غير مجربين ومترفون منعمون فالأمم هي المسؤولة عنه.

فهذه الأمم لما اغترت بعظمة الملك نامت على وسادة الراحة الوثير ونام الأبناء على الخيرات التي خلفها لهم الآباء وشر الأبناء من عاشوا من كد أباٸهم إذ يكونون عالة على المجتمع ومع ذلك قارن الجهل المطلق واختلال الحكومات فانحط الأمم إذ لا سبيل لرقي الحكومات الأبرقي التعليم والأمم الإسلامية في القرون المتأخرة كما أغفلت التعليم وتلا ذلك أنها لم تكن حكوماتها منتظمة أصبحت أشبه بالأنعام تمسام الخسف ولا تجد لها محيصا من الذل متى أعرض المرء عن الكمال بالتعليم أصبح عرضة أولا لذوي الأهواء من رجال الدين وظلمة الحكام وكان ارتقاء الناس وإسعادهم متوقفين على الحكام- إن نالوا الخير لهم نالوه أو الشر ألزموه.                                                            
هذه الأمة الإسلامية ورثت دول الروم والفرس واتبعت خطواتهم وشهواتهم في غدواتهم وروحاتهم فما تركوا خمرا ولا موائد ولا لذات ولا أوزارا وقع فيها القوم إلا اتبعوهم فيها وكلما خلت أمة اتبعتها أخرى حذو القذة بالقذة تشابهت قلوبهم فهم جميعا في غمرات الجهالات غارقون۔                                   

وأيضا تسبب لانحطاط المسلمين ودولتهم وشوكتهم جعلهم الممالك مغانم واقتتلوا على ذلك لأجل الترف والنعيم في العصور المتأخرة فأبعدهم الله عن الملك وأجلس غيرهم على عروشهم كما قال تعالى: ( إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا﴾

فالطريق الأقوم لسعادة الأمم الإسلامية المستقبلة ودوام ممالكھا أن تسعى كل أمة من الأمم الإسلامية حالا إلى تعليم جميع أفراد الأمة رجالا ونساء وأن يتعاون جميع أهل العقل وذوي الوجاهة وأرباب الأموال في تثقیف الشعب كله،ولتكن لهم مناهج بها يدرسون ما ينفعهم في صحة إبدائهم وطرق معايشهم ومعادهم وليعرفوا ما حولهم من الخيرات في الأرض فسيكون منهم أفراد ممتازون خلقهم الله في كل قطر فهٶلاء يتعلمون ما يوني عقولهم ويناسب أمزجتهم من العلوم والصناعات وهؤلاء يكونون عماد الأمة يقودون هؤلاء العامة في أمور دينهم ودنياهم .

ریاس

 باحث في كلّية السيّد فوكويا للآداب والعلوم الإسلامية





إرسال تعليق

أحدث أقدم