المحرم ؛حينما نقرأ الذكريات التاريخية


فالمحرم شهر مقدس، يشهد فيه حوادث تاريخية مسطورة بتخلية نفسية وإقناع تقية. وأن المحرم يذكر فيه وقائع أحداث الأخيار التاريخية منذ آلاف سنين مع اتصافه بشهر الله واعتباره أول شهر في أشهر الهجرية. 

ومعنى لفظ المحرم 'ممنوع' ، لأنه أحد الأشهر الأربعة التي يحظر فيها الحرب.وقيل أنه مسمى بها بسبب إخراج الإبليس من الجنة فيها.

لقد كان المحرم شاهدا على تضحيات كثيرة من الأنبياء والعلماء السالفين المتمسكين بضبط النفس والأناة مثل توبة أبي البشر آدم عليه السلام حين تم إخراجه من السماء من أجل أكل الثمرة الممنوعة عبر خدعة الإبليس. لكن..الآن، صدقوني لو قلت أن الأحداث التي تحولت إلى وقائع تاريخية في هذا الشهر تكتحل بها عيون كل مؤمن حتى إن مضت فترة طويلة. 

وفي أيام هذا الشهر عُيّن النبي سليمان عليه السلام على عرش السلطنة العالمي وشفا الله تعالى لأيوب عليه السلام مرضه المؤلم بعد أن عاش متمسكا بصبر جميل وحِلم جزيل. وكذلك أيضا أعيد بصر النبي يعقوب عليه السلام بعد إلقاء قميص يوسف عليه السلام على وجهه لأنه كان عليه السلام أعمى بحزن فراق ابنه يوسف، وفيه رفع الله تعالى عيسى بن مريم عليه السلام إلى السماء من المجتمع الحقير المستورين عنهم الإيمان بالأفكار القبيحة. 

يذكرنا المحرم أمورا عديدا من الحقائق التاريخية بالتضحية والعملية بما في ذلك إمكانية النشر في العالم رائحة الروحانية والألوهية.فالأفضل للصيام بعد رمضان هو صيام الشهر المحرم حتى روى العلماء أن أحسن الصيام في المحرم العاشوراء، ويصوم المؤمنون في هذا اليوم لتحريق أفكار الشريرة من قلوبهم واجتناب ممارسة الخلاعيات في حياتهم. 

نرى في كتب التاريخ رواية عديدة عن خصائص المحرم حين بعد حين.وفي عشرة محرم أنقذ الله تعالى موسى عليه السلام وأتباعه من يد فرعون وجيشه وأغرق فرعون في البحر حتى مات فيه، بل فيها تم إرساء سفينة النبي نوح عليه السلام في جبل الجودي وصاما من جراء هذا في عاشوراء شكرا لله تعالى.

ومثل ذالك،في هذا اليوم أنقذ الله تعالى النبي إبراهيم عليه السلام من نار نمرود وأخرج يونس عليه السلام من بطن الحوت لينجيه الله تعالى من الهلاك. كانت أيام هذه الشهر اختارها الله تعالى لخلق القلم والعرش واللوح والإمطار إلى الأرض أولا ويوم بداية لخلق العالم ، وقد روي في الحديث قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اليوم الذي تقوم فيه الساعة هو المحرم (إعانة ٢/٤١٨ ) . 

كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم يوم العاشر للمحرم قبل الهجرة ،لكن لما قدم صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فرأى صلى الله عليه وسلم اليهودية يصومون في عاشوراء ، فلما سأل له عنها فقالوا نصوم فيها لأنه صام فيها موسى عليه السلام شكرا له تعالى بأن ينجيه مع أتباعه من يد فرعون. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن أحق منكم بموسى عليه السلام، لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع منه حتى أمر صلى الله عليه وسلم لأمته كذلك. (بخاري-٢٠٠٤ ، فتح الباري ٤/٢٨٨).

كل شهر محرم يأتي إلينا يمثل سنة فينبغي على المسلم أن يحاسب نفسه عن السنة الماضية من ذكر لله تعالى ، ويحسن حياته بالأعمال الصالحة والأفكار الدينية بما في ذالك ذكريات السالفين، فيقودنا ذلك إلى ذكر الموت. الله يوفقنا...آمين.

خليل علي أكبر

طالب جامعة مدينة النور

1 تعليقات

  1. ما أروع البيان وما أجمله
    سطور يطلع على الحوادث الهامة في شهر المحرم
    الكتابة الحالي♥️♥️♥️
    مبروك. يا أخي خليل🌹🌹🌹

    ردحذف
أحدث أقدم