تحديات الذكاء الاصطناعي على البشرية

 عندما تصير مجالات الحياة أكثر تعقيدا يوماً تلو الآخر، أصبح العالم يتطلب التطورات في الحقول الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، حتى تنامت التقنية الحديثة مع ظهور الذكاء الاصطناعي. ومن خلال فترة وجيزة أصبح  الذكاء الاصطناعي ذائع الصيت في أنحاء العالم، حيث يشير  تقرير ستاتس إلى ازدياد استخدام برنامجات الذكاء الاصطناعي في أسواق العالم إلى 54 %  نسمة في كل عام . وستواجه الإنسانية التحديات والمخاطر مما يسبب الذكاء الاصطناعي على الرغم من إمكانياتها ومزاياها في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، كعلم الهندسة وصناعة الآلات الذكية، وبرامج الكمبيوتر الذكي.وإنه مرتبط بالمهمة المتمثلة في استخدام أجهزة الكمبيوتر بحيث يوفر للآلات القدرة على التفكير وحدها،بأن الأعمال التي تعتمد عليها الناس تجري بواسطة  آلة.

 بناءً على استخدام القدرة يمكن أن يقسم الذكاء الاصطناعي إلى ثلاثة أقسام. 

١- الذكاء الاصطناعي الضيق

وفي هذا النوع يكون الجهاز قادرا فقط على تطبيق التعليمات التي يتم إدخالها،وهذا لا يمتلك قدرة على التفكير،ويستعمل هذا لتعزيز المراحل الأولية للجهاز،ومعظم آلات الذكاء الاصطناعي الموجودة اليوم تندرج ضمن هذه الفئة.

٢.الذكاء الاصطناعي العام

وهذا النوع حاليا يكتسب أهمية كبرى حيث يحاول الباحثون على جعل الآلات ذكية مثل البشر، وتقوم بمهمات فكرية لا يمكن للإنسان أن يقوم بها،ستمتلك الذكاء الاصطناعي العام قدرة على التفكير،وهذا النوع أثار الجدل حيث قد يستولي على البشرية .

٣.الذكاء الاصطناعي الخارق.

في هذه المرحلة يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر تماما ويمكنه أداء أي مهمة بشكل أفضل من الإنسان، وهذه المرحلة تعتبر قمة الذكاء الاصطناعي،قد يكون خطرا كبيرا على البشرية.

وجدير بالذكر هنا أن الذكاء الاصطناعي الخارق  يستطيع له  هدم الإنسانية بأسرها بواسطة إهلاك موارد حياة  الإنسان،وأما  الحقيقة المؤلمة أن الذكاء الاصطناعي يهدف إلى إيذاء معظم أعضاء المجتمع لمن فيهم الوسطيون والفقراء.

البطالة تعد من أهم مخاطر الذكاء  الاصطناعي حيث تتلاحق المجتمعَ  نتيجة ازدياد اعتماد الذكاء الاصطناعي في مختلف أطوار الحياة،ومن أحدث أمثاله قيام يابان بتعيين الروباتات  في مصانع الأعمال بدلا للموارد البشرية. 

    يقول أورن أتزون الرئيس التنفيذي لمعهد ' ألين' للذكاء الاصطناعي أنه "منذ عام ٢٠٠٠ م فقد الإنسان ١٠٧ مليون وظيفة،عاجلاً أم آجلاً  ستواجه الولايات المتحدة خسائر كبيرة في الوظائف بسبب تطور الذكاء الاصطناعي والروبوتات.ويقوم الذكاء الاصطناعي باستبدال الإنسان في الوظائف المختلفة مثل الحاكم والصحفي والطبيب والمتعلم والكاتب وما إليها، كما شهد العالم بعينيه روباتات تعمل كحاكم والمدرس في بعض البلدان.

وقد أشار العديد من الدراسات التطورات الاقتصادية خاصة الناتج المحلي الإجمالي (gdp) الناتجة عن استعمال الذكاء الاصطناعي،وفقًا لتقرير صدر عن معهد ماكينزي العالمي ، أنه من المتوقع أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إضافة ما يصل إلى 16 ٪ أو  13 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030م. بالإضافة  إلى إمكانية تعزيز  وتحسين الناتج المحلي الإجمالي العالمي.وتقرير أخرى يشير إلى ارتفاع إلى 26٪.  بحلول السنوات القليلة المقبلة ، فمن المرجح أن 70٪ نسمة على الأقل من الشركات قد اعتمدت  واحدًا  من تقنيات الذكاء الاصطناعي - مثل  المرئيات ، أو التعليم الآلي ، أو العمليات الروبوتية ، أو المساعدين الافتراضيين رغم ازدياد الفقر والبطالة، لأن  الذكاء الاصطناعي يقتاد معظم الناس  إلى البطالة وعدم الاستقرار في قطاع الوظيفة، فتداخلات الذكاء الاصطناعي في العالم تجلب بوصف خاص معظم الناس بمن فيهم الوسطاء والفقراء إلى البطالة، ويتفاقم أحوال الناس ويرتفع معدل الوفيات الهائل الناتج عن المجاعة وعدم الاستقرار الناجمة عن البطالة.

التكلفة الباهظة وآثار الكسل 

ومن الحقيقة أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لم تقم التكنولوجيا المتنامية بتحسين وتزيين مستويات معيشتنا فحسب ، بل جعلت حياتنا أيضًا أسهل في مجالات مختلفة.

  يتخذ الشركات أنواعا متنوعة للذكاء الاصطناعي لأجل الحصول على أرباح هائلة،وفقا لتقرير أنه يستخدم المؤسسات والمصانع 73% نسمة من التقنية التلقائية على المستوى العالمي، لأن قطاعات الصناعة اضطرت  لاتخاذ التقنية الحديثة لأجل التنميق بعد انتشار جائحة كوفيد ١٩.

 لا يزال يقوم الذكاء الاصطناعي  باكتشاف الآلات التلقائية التي تسهل الإنسان في مراحل حياتهم وتورث الكسل لأنفسهم، على سبيل المثال سيارة الذاتية القيادة  التي يصبح الإنسان  لا يهتم إلى قيادة السيارة. 

لا ريب لنا بأن إنشاء آلة على الذكاء البشري ليست بالأمر الهين،بل يتطلب الكثير من الوقت والموارد والمبالغ الباهظة. يحتاج الذكاء الاصطناعي أيضًا إلى العمل على أحدث الأجهزة والبرامج ليظل مستجدا ومكملا لأحدث المتطلبات ، هذا مما يجعله مكلفًا للغاية.

 تحديد وعدم عواطف

ومن عيوب الذكاء الاصطناعي بأنه ليس له قدرة للعواطف،وليس هناك ما يضمن أن الروبوتات ستتفاعل بشكل جيد، على سبيل المثال ، أنشأت العديد من الشركات الآن منفذ دردشة لتسجيل الحضور أو تعذير سبب الغياب،هنا قد فشل الذكاء الاصطناعي لاعتراف عواطف الإنسان.

 الذكاء الاصطناعي يتجسد ويتضمن قيود عديدة، لأنها إدارة مبرمجة محددة لا يمكن لها تنمية وازده من تلقاء نفسه،فالآلات تكمل المهام التي تم تطويرها أو برمجتها، إذا طُلب منها إكمال مهمة خارجة عن حدها ، فغالبًا ما يفشلون أو يقدمون نتائج غير محددة ، هذا جزء سلبي كبير للذكاء الاصطناعي. وبالتالي، نحن غير قادرون على جعل أي شيء قابلا للتقليد.

إن الذكاء الاصطناعي ينمو بشكل أقوى في الآونة الأخيرة بخلق تحديات كبرى على الإنسانية.العلوم والتكنولوجيا الراهنة تقوم في تطوير الذكاء الاصطناعي العام وأيضا هناك نقاش عن مخاطر و عواقب الذكاء الاصطناعي الخارق الذي يمكنه تدمير الإنسانية بأجمعها.فإنه يثير  مخاوف العلماء والفلاسفة،إلا أنه أعرب باحث  أنطونيو فرنانديز أنتا وعلماء من مركز البشر والآلات التابع لمعهد ماكس بلانك للتنمية البشرية ، عن مستحيل سيطرة الذكاء الاصطناعي الخارق.  وإذا أنشأ الذكاء الاصطناعي نظاما أفضل من ذهن البشر وشاع استخدام برامجه وتم سيطرة الأجهزة،سيحدث ما يخاف منه البشرية ويتحدى الإنسانية.

محمد آشف كي.في

طالب جامعة عين الهدى كاباد

إرسال تعليق

أحدث أقدم