في حضرة الشهر مبارك

يُعدّ شهر رمضان المبارك أفضل الشهور على الإطلاق، وقد خصّ الله سبحانه وتعالى هذا الشهر بمزايا عديدة، وجعل الأجور فيه مضاعفة، وقذف حبّه في قلوب العباد، فالمسلمون في كل بقاع الأرض يبتهجون لقدوم هذا الشهر العظيم، ويتهيّأون لاستقباله بشتّى الوسائل والطرق، ويفرحون بالعيش في ظلاله.  

صيام رمضان ركنٌ من أركان الإسلام، وهو فرض على المسلمين. يسمّى شهر رمضان بشهرِ القرءان؛ ففيه أُنزِل القرءان على رسولنا الكريم  محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يتدارسه مع جبريل عليه السلام في ليالي رمضان المباركة، ويُطلق عليه أيضًا شهر القيام، لأنّ  العبادة تكثُر فيه، فنجد حرصًا كبيرًا من المسلمين على الحفاظ على قيام كلِّ ليلة في رمضان، رجاءَ كسبِ الأجر العظيم، ونجدهم يتسابقون على الإكثار من الطاعات، والإقبال على الله عزّ وجلّ بقلوبٍ مُخبتة، ليُكرمهم الله سبحانه وتعالى بالعتق من النيران، وذلك في كلِّ ليلة من لياليه. 

 أهم العبادات في شهر رمضان

الصلاة على وقتها، والحرص على أدائها جماعةً في المسجد. الإكثار من قراءة القرآن الكريم، وتدبّره. تفطير الصائمين، وهي عبادة عظيمة، يؤجر عليها صاحبها بمثل أجر الصائمين لا يُنقَص من أجرهم شيئًا. تقديم الصدقات للفقراء والمساكين، فهم أحوج ما يكونون لذلك في رمضان. قيام الليل، والحرص على الاعتكاف في العشر الأواخر من الشهر. ذكر الله سبحانه وتعالى، والدعاء في كلّ وقتٍ وحين. الإكثار من النوافل، والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك. ومن فضائل شهر رمضان مغفرة الذنوب، قال صلى الله عليه وسلم: (مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ) [صحيح البخاري]. الاهتداء لتقوى القلوب: غاية الصوم في شهر رمضان التقوى، وهي التي تدفع صاحبها لطاعة الله سبحانه وتعالى، وتُبعده عن المعاصي، فتكون لهم بذلك وقايةً من الذنوب والمعاصي، وسبيلًا لترك الشهوات والمنكرات. استشعار مراقبة الله سبحانه وتعالى: الصّوم عبادةٌ لا يعلم صدق العبد فيها إلا الله. دخول الجنّة من باب الريّان يوم القيامة: وهو الباب الذي يدخل منه الصائمون. الفوز بالجزاء العظيم: تكفّل الله عزّ وجلّ بهذا الجزاء، حيث قال تعالى: "كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلا الصيامَ، فإنَّه لي وأنا أُجْزي بهِ" [صحيح البخاري]. كسب الثواب الكبير عند بلوغ ليلة القدر: ليلة القدر أشرف الليالي؛ إذ فضّلها الله سبحانه وتعالى على غيرها، وجعل أجر العبادة فيها عظيمًا يُعادل عبادة ألف شهرٍ ويزيد، قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [ القدر: ٣]. استجابة الدعاء بإذن الله سبحانه وتعالى: رمضان من الأوقات الفاضلة التي ينبغي على المسلم أن يستثمرها، ويكثر فيها من الدعاء. 

لهذا، يا اخواني ويا أخواتي في الله، لندع هذا الشهر لله وحده ولعبادته. صحيح أن العبادة ليست في رمضان فقط، بل فى أيام السنة كلها ؛ لكن، هذا الشهر هو أعظم الشهور عند الله.. وأنزل فيه القرآن ، لذلك كان من الواجب ألا نضيعه في اللهو حين ترى كثيرا من الشباب في رمضان منذ الفجر في اللعب ، وإذا سألته يقول لك: (نضـيع الوقت) وهل يوجد وقت للتضييع في  هذا الشهر؟ لم لا نستثمره في عبادة الله وتحصيل الثواب.والبعض الثاني تراه يسهر الليل كله فى النوادي، والمطاعم ، وكذلك الألعاب الليلية،  وعندما يأتي الصباح ينام حتى الظهر والعصر لا يصلي حتى الفرائض.علينا أن نحذر حتى لا يكون صيامنا جوعا وعطشا، ولنغـــتنم الفرصة في  رمضان بقدر الوسع والاستطاعة .

يوسف محمد علي

طالب جامعي ومقدم برنامج ركن الشباب، تشاد

إرسال تعليق

أحدث أقدم