مطالعة في كتاب "موسم الخيرات

 

 فلاش

في تقديمها للكتاب، كتبت المحررة الأولى لجريدة التحرير الجزائرية: "كسبت جريدة التحرير قارئا ومتابعا ومشاركا من الهند.. وها هو يضع بين أيدينا مساهمات رمضانية قيمة تؤكد على محبته اللامتناهية للغة العربية وتدلل على حسن خلقه وإيمانه، وهو الفتى العشريني اليافع الذي لا يزال طالبا بالجامعة.." وتضيف في خاتمة مقدمتها: " وها هو اليوم يستعد لنشرها في كتاب موسوم بعنوان موسم الخيرات.." متمنية للكاتب التوفيق والسداد..

 في حضرة رمضان

وعلى سبيل التقديم، يرسل كاتبنا الصاعد، رسالة رقيقة إلى "رمضان" مشبها إياها برسائل الأحبة حين الفراق: "عندما يفترق الأصحاب الأوفياء والأصدقاء.. غالبا ما يكتبون الرسائل ويتشاركون آلام الفراق والوداع.. وقد كنت خلنا الوفي في ثلاثين يوما".. ويسبل الدمع في حضرة الشهر الفضيل معترفا بالوجد: "عبراتنا تسيل لفراقك، وقلوبنا تنبض لوداعك،  جوارحنا تشتاق إلى دوامك.. وها أنت تستعد للرحيل".. 

 موسم الخيرات.. أناقة التصميم

برغم معرفتي بمهاراته الفائقة في تصميم اللوحات والشهادات، إلا أن ما قدمه من إبداع في تصميم الكتاب كان مبهرا حد الإدهاش.. ولم يكن رؤوف مجرد شاعر وكاتب "أنيق" فحسب، بل صاحب أنامل فنية ساحرة أيضا. وفي ناحية التصميم الفني، لا يفوتني أن أسجل تقديري وإعجابي بخدماته الفنية الجليلة لزملائه في فريق آسك، وذلك عبر ريشته الرشيقة وتوقيعه المحبب ASC Creations.

في صفحات "موسم الخيرات" امتزجت المعرفة بالمهارة الفنية، واجتمعت الروح بالفكرة واللوحة.. في موسم الخيرات، كان رؤوف هو ذلك المتأمل في روحانيات الشهر الفضيل، فضلا عن كونه محرر المادة، وإلى جانبه صديقه الوفي البارع (مروان) في تصميم الكتاب وإخراجه في حلة فنية زاهية، غلافا وصورا موضوعية وخطوطا، إلى غيرها من الاختيارات الفنية الراقية..

رسائل وتأملات

ما بين الرسائل والتأملات، تنوعت مقالات "موسم الخيرات".. ويرحب "رؤوف" بشهر الخيرات في أول عناوين الكتاب، قائلا: "قد انتشرت الأنوار، والضياء ملأ الأرض والسماء".. ويكتب متأملا في نداءات القرآن للذين آمنوا، ومنها ما جاء في آيات الصيام، مستأنسا بقول ابن مسعود رضي الله عنه: "إذا سمعت القرآن يقول يا أيها الذين آمنوا، فارعها سمعك".. ثم يتنقل بين حدائق المعاني ولطائفها، ويكتب كأعلى ما يكون الحب:

- رمضان ينادي، أن يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر..

- رمضان ينادي، أولي رحمة، وأوسطي مغفرة، وآخري عتق من النار..

- رمضان ينادي، الراء رحمة، والميم مغفرة، والضاد ضمان الجنة، والألف أمان من النار، والنون نور من الله..

"نعم، الرحمة هي الرسالة الأولى التي يقدمها شهر الرحمة .. هنا نقف مبتهلين متضرعين نسأل الله الرحمة".. هكذا يختم كاتبنا المت أولى مقالاته في "موسم الخيرات"، وينتقل بعد إلى عنوان آخر، ورسائل أخرى وتأملات أعمق في حضرة الشهر الفضيل..

أحمد بابكر حمدان

معلم سوداني

إرسال تعليق

أحدث أقدم