إسهامات مصطفى صادق الرافعي في الأدب الإسلامي


التمهيد 
 
  كشف مصطفى صادق الرافعي الكفاءة في مجال الشعر والدراسات الأدبية والمقال معا بحيث لقب بنابغة الأدب وحجة الأدب ومعجزة الأدب العربي، يعد من أحد أقطاب الأدب العربي الحديث في القرن العشرين، وله أسلوب أدبي خاص، إن مما يفهم إسهاماته في الأدب الإسلامي كتابه "إعجاز القرآن والبلاغة النبوية" و"وحي القلم" وغير ذلك الذي سأقوم بذكره، وقد استخدم الرافعي في كتابته التناص القرآني والقصص القرآنية بإسقاط الأسماء المورودة فيها، وكانت مجموعة مقالاته "وحي القلم" متضمنة بمواضيع تبحث عن الإسلام وحقائقه، اشتهر بكتابته للدين وإثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وإعجاز القرآن، وقد كتب عن قضية المرأة وحجابها والدفاع عن القرآن والسنة المطهرة والإشادة بالإسلام وحضارته وتربية الشباب تربية إسلامية، حتى حصل في الأدب العربي درجة عالية ولم يبلغ أحد مثله في الفصاحة والبلاغة حدا بالغا إلا عدة من الأدباء الشهيرين، وما كانت شهرته في البلاد العربي فقط، بل اشتهر في جميع المناطق التي تتكلم فيها اللغة العربية، والدليل على أن الرافعي ركز كتابته عن الدين قول صاحب سيرته سعيد العريان عنه : "ناقدا عنيفا حديد اللسان لا يعرف المداراة ولا يصطنع الأدب في نضال خصومه، وكان فيه غيرة واعتداد بالنفس، وكان فيه حرص على اللغة من جهة الحرص على الدين"، إن للرافعي مؤلفات عديدة، لكن، مؤلفاته على الأدب الإسلامي قليل، وأكثر مؤلفاته عن الحب والفلسفة وغيرها، وسأقوم هنا بذكر مؤلفاته الإسلامية وأهميته فقط.
 
لمحة إلى حياة الرافعي 

  ولد مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي في يناير سنة 1880ميلادية \ أوائل شهر المحرم سنة 1298هجرية في قرية بهتيم من محافظة القليوبية بمصر من أسرة نبيلة لبنانية الأصل، أبوه عبد الرزاق الرافعي كان قاضيا في محاكمة طنطا الشرعية ويصل نسبه إلى الخليفة عمر بن الخطاب (رضي)، عاش الرافعي في أسرة نبيلة مملوءة بالطبيعة الإسلامية والأدبية التي أدته إلى التطوير في الأدب العربي والكتابة في الأدب 
الإسلامي.

  انضم الرافعي في المدرسة الابتدائية في الثامن من عمره، وبعد إكمال دراسته منها التحق بمدرسة دمنهور فنقل إلى المنصورة وأتم دراسته هناك وتخرج منها سنة 1897م، ولكن للأسف لم يمكن له إتمام تعلمه من جراء مرض التيفود الذي أصابه من صغر سنه وأفقد سمعه، لكن، نشأ الرافعي وتنامى في الأدب بهمته التي أدته إلى كونه أديبا، الأمر العجيب أن الرافعي حفظ القرآن الشريف قبل العاشرة من عمره، وبالرغم من المشقات الصحية أصابتها من صغر سنه أظهر الرافعي مهارته في الأدب قبل العشرين من سنه، ومن صفات الرافعي أنه كان قارئ الحديث النبوي تبصرا وحافظ مسائل الشافعي وأبي حنيفة، ولا بد من الذكر أن الرافعي كان ظاهر مهاراته في الميادن الثلاثة : ميدان الشعر العربي، وميدان الدراسة الأدبية، وميدان المقال العربي.
  
    أول ميدان الذي خاض فيه الرافعي هو ميدان الشعر العربي، وله دواوين كديوان الشعر الذي صدر ثلاثة أجزاء وديوان النظرات، على الرغم من تحصيل الكفاءة والنجاح في الشعر العربي غادر الرافعي الشعر بسبب مقيده بالوزن والقافية، وكان يقول : "إن في الشعر العربي قيودا لا تتيح له أن ينظم بالشعر كل ما يريد أن يعبر به عن نفسه"، وعلى ذلك لم يمكن له ليصل إلى المكانة التي وصل إليها الشعراء المشهورون في ذلك العصر، وأما الميدان الثاني الذي انتقل إليه الرافعي هو ميدان الدراسة الأدبية، وأول كتابه فيه "تاريخ الآداب العرب"، والميدان الأخير الذي وصل فيه البديع مصطفى صادق الرافعي أسمى المكانة هو مجال المقال العربي، وتركز فيه طول حياته الباقية حتى جمع مقالاته في كتابه "وحي القلم"، وله عديد من المؤلفات الإسلامية وغيرها.
    
        بعد حياته الأدبية انتقل الرافعي إلى رحمة الله في 29 صفر 1356هـ الموافق 10 مايو 1937م حين ينهاز من عمره 57، وقد قال عنه الأديب عباس محمود العقاد : "إن للرافعي أسلوباً جزلاً، وإن له من بلاغة الإنشاء ما يسلكه في الطبقة الأولى من كُتَّاب العربية المنشئين".
        
        أهم مؤلفات الرافعي : ديوان الرافعي (ثلاثة أجزاء)، وتاريخ آداب العرب، وإعجاز القرآن والبلاغة النبوية، وتحت راية القرآن، ورسائل الأحزان، وعلى السفود، ووحي القلم، وديوان النظرات، والسحاب الأحمر، وحديث القمر، وكتاب المساكين، وأوراق الورد.

       أشعار الرافعي في الأدب الإسلامي 
  
        بدأ الرافعي قرض الشعر في العشرين من عمره، صدر ديوانه الأول في الثالثة والعشرين، كان أكثر أشعار الرافعي عن الحب والأخلاق والفلسفة والصداقة ونحوها، ولكن هناك أشعار يبحث عن القضايا الإسلامية، وقد كتب الشعر بتوسل صاحب الشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن سطوره :
        أبتْ عيناكَ إلا أن تصوبا            وهذا القلبُ إلا أن يذوب
        فما لكَ تحذرُ الرقباءَ حتى            هجرتَ النومَ تحسبهُ رقيبا
        وقامَ عليكَ ليلُكَ فيس حدادٍ            يشقُّ على مصائبكَ الجيوبا
        وربَّ حمامةٍ هبتْ فناحتْ            تنازعني الصبابةَ والنحيبا
        أساعدها وتسعدني نواحاً            كلانا يا حمامةُ قد أصيبا
        دعي همَّ الحياةِ لذي فؤادٍ            فما تركَ الغرامُ لنا قلوبا
        ولا تنسي أخاكِ وما يعاني           إذا ماكانَ في الدنيا غريبا
        
        إن مما تبين إسهامات الرافعي في الشعر عن الإسلام قصيدته عن الحجاب الإسلامي للمرأة بعنوان "التبرج"، قرضها داعية إلى الإسلام، خطابا للمرأة المسلمة :
        أَمَا تَخْشَيْنَ أَنَّكِ فِي طَــرِيْقٍ           يَرِفُّ بِهِ الحَرَامُ عَلَىٰ حَلاَلِكِ؟
        وَأَنَّ ذِئَابَ هٰذَا الْحُسْنِ تَمْشِي          مُسَعَّرَةَ اللِّحَاظِ عَلَىٰ غَزَالِكِ؟
        وَحَالُكِ لِلأُبُــوَّةِ كُلُّ عَـارٍ               وَعَارٌ لِلْبُنُــوَّةِ كُلُّ حَـالِكِ
        بَرَزْتِ لِقَتْلِ ذٰلِكَ أَمْ لِهَذَا؟           فَمَا هٰذَا وذٰلِكَ مِنْ رِجَالِكِ!!
        
        ولم يعثر أشعار الرافعي عن الإسلام وشؤونه إلا نادرا من جراء تركه الشعر العربي لأنه مقيدا بالقوافي والوزون، إن أعظم أشعاره عن الحب والفلسفة.
        
     التناص القرآني في أشعار الرافعي 
     
        التناص تشكيل نص جديد من نصوص سابقة أو معاصرة، وأما التناص القرآني تشكيل نص جديد من من النصوص القرآني بشكله ومضامنه، ولا شك في أن الرافعي تنفس الجو الإسلامي من أسرة دينية وعلمية، وبذلك هناك ميل طويل إلى دين الإسلام في كتابة الرافعي، إذا أمعننا أنظارنا إلى أشعار الرافعي وممكن أن نرى التناص القرآني في أشعاره، وهو أظهر وده لصاحب الشفاعة ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بتوسله في شعره، ومن سطور شعره : 
        رعاكِ اللهُ هل مثلي محبٌّ       وقد أمسى محمدُ لي حبيبا
        شفيعي يومَ لا يجدي شفيعٌ           وطبي يومَ لا أجدُ الطبيبا
        وغوثي حينَ يخذلني نصيري           وغيثي إن غدا ربعي جديبا
        
وهو يظهر حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر يوم القيامة، واستعمل الآية القرآنية تناصا بها، وهي قوله تعالى : وَٱتَّقُواْ يَوْمًا لَّا تَجْزِى نَفْسٌ عَن نَّفْسٍۢ شَيْـًٔا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَٰعَةٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (سورة البقرة : 123)
  ومن التناص القرآني من شعره أيضا قوله : 
  إن تكنْ تصغرُ المصئبُ فالنف      سُ ترى فيكم المصائبُ كُبرى
  كرجالِ الوباءِ في طلعةِ الطا           عونِ أيامَ زلزلَ الويلُ مصرا
  سفهاءُ كمثلِ ما افتضحَ العر        ضُ لئامٌ كالعسرِ لم يبقِ يسرا
  
  إن الرافعي يقول في هذا الشعر أن اليسر ملازم العسر تناصا من آية القرآن : فَإِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْرًا ، إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْرًا (سورة الشرح : 5,6) 
  وقد استعمل الرافعي التناص بالقصص القرآني في أشعاره كقوله: 
  سحرُ عينيكِ سالَ في تشبيبي           فانتشى منهُ عِطْفُ كل أديبِ
  وتمشى إلى القلوبِ كبشرى           يوسفٍ إذ مشتْ إلى يعقوبِ
  
  هذا الشعر يشير إلى قصة يوسف عليه السلام، وكذلك استعمل الرافعي التناص القرآني في أشعاره، وينتج من ذلك أن للرافعي اهتماما للدين في أشعاره.
المبحث الرابع : كتابه إعجاز القرآن والبلاغة النبوية 
 لما نبحث عن إسهامات الرافعي في الأدب الإسلامي ويجدر بالذكر عن كتابه "إعجاز القرآن والبلاغة النبوية" الذي هو أبرز كتابه في الأدب الإسلامي، وهو الجزء الثاني من كتابه "تاريخ آداب العرب" الذي يشتمل عن تاريخ اللغة العربية وآدابها ونحو ذلك، تم صدر كتابه "إعجاز القرآن والبلاغة النبوية" بأيدي مطبعة الاستقامة عام 1928م، الرافعي أول من صنف عن إعجاز القرآن في العصر الحديث، إن هذا الكتاب قسمان، الأول إعجاز القرآن والثاني البلاغة النبوية.
          
    أما القسم الأول - إعجاز القرآن – تحدث فيه الحكمة في نزول القرآن باللغة العربية، وتضمن مشاهير القراء والمذاهب المتبعة في القراءات القرآنية، بالإشارة إلى تناول آراء الفرق الإسلامية وأقوالها في إعجاز النص القرآني، وبالإضافة إلى الحديث عن وجه الإعجاز في الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، وأضاف تاريخ تدوين القرآ ن وجمعه وتأثير القرآن في اللغة، وتطرق إلى الحديث عن حروف القرآن، وقد اشتمل فيه فصول عديدة وبحوث كثيرة .
           
   والقسم الثاني – البلاغة النبوية – تحدث فيه عن بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم وفصاحته وتأثيره في اللغة العربية، وأضاف صفات النبي صلى الله عليه وسلم وتأثيره في اللغة، وقد قال عن منطقه ﷺ ونسق البلاغة النبوية.
            
  وقد قال عن هذا الكتاب يعقوب صروف : "يجب على كل مسلم عنده نسخة من القرآن أن تكون عنده نسخة من هذا 
  الكتاب".

 كتابه وحي القلم 

إن مما يبين الإسهامات الإسلامية للرافعي كتابه "وحي القلم" وهو عبارة عن مجموعة النثريات الإنشائية النقدية المقتبسة من حياة الاجتماعية والتاريخ الإسلامي ونحوه، وهو تشتمل المقالات والقصص، كتبها بأسلوب خاص، فمن أراد أن يعرف الرافعي حق المعرفة وأن يفهم خلقه وآرائه فعليه أن يقرأ هذا الكتاب، تظهر فيه وقارته ولطفه ودينه، وقد تم نشر المقالات المكتوبة فيها في مجلة رسالة تصدر عن كل أسبوع، تشتمل في هذا الكتاب مواضيع مختلفة من الدين والفلسفة والحب، بالإضافة إلى مواضيع عن الإسلام وجماليات القرآن، وكان يكتب فيه المقالات كهيئة القصص ليصل إليه القارئ، يحتوي الجزء الأول من هذا الكتاب على أربعين مقالة والجزء الثاني على ست وأربعون مقالة كما احتوى الجزء الثالث على خمس وأربعين مقالة، نشرته لجنة التأليف والترجمة.

أبرز الاقتباسات الإسلامية للرافعي في كتابه وحي القلم : 
"يا صديقي؛ إنَّ الله رحيم، و من رحمته أنه أخفى القلب و أخفى بواعثه ليظلَّ كلُّ إنسان مخبوءًا عن كلِّ إنسان؛ فدعني مخبوءًا عنك!"
"جاء يوم العيد ، يوم الخروج من الزمن إلى زمن وحدَه لا يستمر أكثرَ من يوم . زمنٌ قصير ظريف ضاحك ، تفرضهُ الأديان على الناس ، ليكونَ لهم بين الحين والحين يومٌ طبيعي في هذه الحياة التي انتقلت عن طبيعتها . يوم السلام ، والبِشر ، والضحك ، والوفاء ،والإخاء ، وقول الإنسان للإنسان : وأنتم بخير ! . يوم الثياب الجديدة على الكل إشعاراً لهم بأنّ الوجهَ الإنسانيّ جديدٌ في هذا اليوم . يوم الزينةِ التي لا يُراد منها إلا إظهار أثرها على النفسِ ليكون الناسُ جميعاً في يومِ حُـب . يوم العيد ؛ يوم تقديم الحلوى إلى كل فم لتحلوَ الكلماتُ فيه ...، يوم تعم فيه الناس ألفاظ الدعاء والتهنئة مرتفعةً بقوة إلهية فوق منازعات الحياة . ذلك اليوم الذي ينظرُ فيه الإنسان إلى نفسه نظرةً تلمح السعادة ، وإلى أهله نظرةً تُبصر الإعزاز ، وإلى دارهِ نظرة تدرك الجمال ، وإلى الناس نظرةً ترى الصداقة . ومن كل هذه النظرات تستوي له النظرة الجميلة إلى الحياة والعالم ، فتبهج نفسه بالعالم والحياة . وما أسماها نظرة تكشفُ للإنسان أنّ الكل جمالهُ في الكل ."

 "وبالجلسة في الصلاة وقراءةِ التحياتِ الطيبات، يكونُ المسلمُ جالساً فوقَ الدنيا يحمدُ اللهَ، ويُسلِّمُ على نبيِّه وملائكتِه، ويشهدُ، ويدعو."
إن هذه الاقتباسات تتضح المحتويات الإسلامية في كتاب "وحي القلم"، كتب الرافعي في هذا الكتاب في المواضيع حول الإسلام وحقائقه والقرآن ونحوه مع المواضيع حول الفلسفة والحب ونحو ذلك.

 مقالات الرافعي حول المواضيع الإسلامية 

والجدير بالذكر هنا عن المقالات الإسلامية للرافعي، إن مقالاته كانت أيضا عن الإسلام وحقائقه والقرآن، نقل الرافعي إلى ميدان المقال العربي بعد ترك بصماته في ميدان الدراسة الأدبية، وكتب مقالات عديدة عن أساس الدين واللغة وقضايا الإسلام، ومن أبرز مقالاته : 

الإشراق الإلهي وفلسفة الإسلام : إنه كتب في هذه المقالة مكان دين الإسلام بين سائر الأديان وثبت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم بالدلائل العقلية والنقلية من القرآن الكريم والأحاديث النبوية، ومن سطورها : 
ويجيء النبي فتجيء الحقيقة الإلهية معه في مثل بلاغه الفن البياني، لتكون أقوى أثرًا، وأيسرَ فهمًا، وأبدع تمثيلًا، وليس عليها خلاف من الحس.
وهو دينٌ (الإسلام) يعلو بالقوة ويدعو إليها، ويريد إخضاع الدنيا وحكم العالم، ويستفرغ همَّه في ذلك، لا لإعزاز الأقوى وإذلال الأضعف.

حقيقة المسلم : الرافعي كتب هذه المقالة ببيان حقيقة المسلم والإسلام، وهو يبين على أن الإسلام هو إسلام النفس إلى الحقيقة من الحياة الاجتماعية، ومن سطورها : 
المسلم إنسانٌ ممتدٌّ بمنافعه في معناه الاجتماعي حول أمته كلها، لا إنسانٌ ضيِّق مجتمِعٌ حول نفسه بهذه المنافع؛ وهو من غيره في صدق المعاملة الاجتماعية كالتاجر من التاجر؛ تقول الأمانة لكليهما: لا قيمة لميزانك إلا أن يصدِّقه ميزان أخيك.

وحي الهجرة : وهو يبين في هذه المقالة عن المشقات التي واجهها النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة إلى المدينة وخلفية هجرته صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة الشريفة، ومن سطورها : 
 ولبث النبي ﷺ ثلاث عشرة سنة لا يبغيه قومُهُ إلا شرًّا، على أنه دائبٌ يطلب ثم لا يجد، يعرض ثم لا يُقبَل منه، ويُخفِق ثم لا يعتريه اليأس، ويجهد ثم لا يتخوَّنه الملل، ويستمرُّ ماضيًا لا يتحرَّف، ومعتزمًا لا يتحول.
 
 درس من النبوة : بين الرافعي بهذه المقالة حياة النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله فضله على سائر المخلوقات .
  فوق الآدمية (الإسراء والمعراج) : كتب الرافعي في هذه المقالة الإسراء والمعراج للنبي صلى الله عليه وسلم مع بيان حكمة النبوة 
له.

  الخاتمة
 
  ننتج مما سبق أن مصطفى صادق الرافعي كاتب وشاعر وأديب الذي كتب عن الإسلام وحقائقه وإعجاز القرآن، والذي قرض الشعر بإظهار وده لخاتم النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع توسله عليه صلى الله عليه وسلم، وكان أكثر مؤلفاته وأشعاره عن الفلسفة والحب ونحو ذلك، بل، تضمن في كتابته عن الإسلام والقرآن كما كتب في مجموع مقاله "وحي القلم" حول مواضيع تبحث عن الإسلام وأموره، والأجدر بالذكر عن كتابه "إعجاز القرآن والبلاغة النبوية" المتضمن عن القرآن وأشهر المذاهب في قراءة القرآن ونحو ذلك، وقد كتب الشعر في قضية الحجاب للمرأة، وكان يستعمل في شعره التناص القرآني، وهذه الإبداعات تشير إلى أن مصطفى صادق الرافعي قد كتب عن الإسلام وحقائقه وإعجاز القرآن والبلاغة النبوية.
  
ونلخص إلى أن إسهامات الرافعي في الأدب العربي يمكن تقسيمها إلى ثلاثة عناصر :
  1. الدين والدفاع عن القرآن ورسالة الإسلام العقدية والاجتماعية .
  2. 2. اللغة العربية، والدفاع عنها والأدب العربي .
  3. 3. تجاربه الذاتية، وتأملاته العاطفية والوجدانية .
  4. يعد نابغة الأدب ومعجزة الأدب مصطفى صادق الرافعي أحد الأدباء الشهيرين في العصر الحديث، إنه ممن ترك بصماته في الشعر والمقالة معا، وهو كاتب عن الإسلام والقرآن الشريف .

المصادر والمراجع
 
مؤسسة هنداوي- مساهمون - مصطفى صادق الرافعي  
الجزيرة نت – شعر – شخصيات – مصر – مصطفى صادق الرافعي 
موقع موضوع - منوعات أدبية - تعريف بالكتاب مصطفى صادق الرافعي 
موقع مرفة – مصطفى صادق الرافعي 
الجزية نت - ثقافة – مصر – مصطفى صادق الرافعي، معارك صماء من وحي القلم 
موقع موسوعة أخضر للكتب – كتاب وحي القلم – مصطفى صادق الرافعي 
كتاب "مصطفى صادق الرافعي، فارس القلم تحت راية القرآن" لمحمد رجب البيومي  
ويكيبيديا – مصطفى صادق الرافعي 
المكتبة الشاملة الحديثة – مصطفى صادق الرافعي 
كتاب "ديوان الرافعي" لمصطفى صادق الرافعي  
كتاب "ديوان النظرات" لمصطفى صادق الرافعي   
كتاب "وحي القلم" لمصطفى صادق الرافعي 
قيم إسلامية في أدب الرافعي.


محمد نذير 
طالب بمجمع دار الفلاح الإسلامي

1 تعليقات

أحدث أقدم