الإسراء والمعراج: الذكرى السنوية لمناجاة الله

كما يطلق أن الإسراء رحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جبريل (عليه) في البراق  من  مسجد الحرام في مكة إلى مسجد الأقصى في القدس، والمعراج رحلة من مسجد الأقصى  إلى سدرة المنتهى التي بعد سبع سماوات حيث رأى رسول الله  صلى الله عليه وسلم كثيرا من عجائب خلق الله وقدرته وهذان الحادثتان تحتل أهمية بالغة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان في منتهى الحزن والكآبة
بعد وفاة عمه أبي طالب الذي رباه بعد أن توفت 
أمه والذي كان صدا منيعا أمام تحديات المشركين، ووفاة زوجته خديجة رضي الله عنها التي كانت تسلية النبي من هجوم الكفار وأنفقت جل مالها لأجل الإسلام .فذهب رسول الله إلى طائف الذي كان بلد أمه للارتياح ونشر رسالة الله  تعالى بينهم ،ولكن واجه هجمات شنيعة واستهزاء لاذع من قبلهم  حتى اضطر للرجوع إلى مكة المكرمة بقلب حزين. فهيأ الله لرسول الله (صلى) هذه الرحلة -الإسراء والمعراج- لِما واجهه من أهل الطائف وأهل مكة وتسلية له مما أصابه من وفاة عمه وزوجته الأولى.وشعر رسول الله (صلى) أنه لما أعرضه أهل الأرض أقبله أهل السماء،استقبله الله بترحيب حار واستقبله الأنبياء كلهم من السماوات واتخذوا إماما لهم للصلاة. كان هذا تكريما لرسول الله (صلى) وتهنئة له. 

الصلاة هدية من الله 
كان الإسراء والمعراج تكريما لرسول الله (صلى) وتعويضا لإعراض المشركين.فإن الصلاة هدية من الله في هذه الرحلة لأمته. وهي العبادة الوحيدة التي صعد لأجلها النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء تعضيدا على أهميتها ، وبهذا تأكدت أهمية الصلاة ومنزلتها في الإسلام وتعظيمها في الإنسان ودرجتها في قلوب الناس. ومما زادها أن الله تعالى أعطاها النبي (صلى) بلا واسطة تشريفا وتعظيما لها واهتماما بها في الإسلام.فالصلاة  معراج العبد إلى ربه وفيها تغير العبد من الحال إلى الحال ومن المنزلة إلى المنزلة وتغير من عالم المادة إلى عالم الروح ومن عالم الأوهام إلى عالم الحقائق ومن سفاسف الأمور إلى معاليها، لترى من آيات الله الكبرى و تسبح في ملكوت الله وتضيئ بنوره.

منزلة الصلاة في الإسلام 
إن الله فرض ليلة الإسراء على كل مسلم خمس صلوات،الصلاة علامة المسلم فلا فرق بين المسلم والكافر إلا الصلاة،حيث قال النبي(صلى) الصلاة عماد الدين،فمن ترك الصلاة فقد هلك دينه،أنها الركن الثاني من أركان الإسلام،وأن الصلاة شرعت لذكر الله تعالى كم قال الله في القرآن المجيد "وأقم الصلاة لذكري"،أوصى النبي(صلى) لأمته الصلاة ، فعلينا أن نحافظ كل أوقات الصلاة في حياتنا وأن نعرج إلى ربنا في كل صلوات.
 لقد اشتملت الإسراء والمعراج على فوائد جلية ودروس كثيرة. الأفضل منها شرف النبي(صلى) على خلق الله وعلو منزلته وترحيب الله وحده إلى سدرة المنتهى وإمامته للأنبياء. وأظهر عليه أهل النار
.وما في النار من العذاب وأهل الجنة وما فيها من نعمتها

  •  مشهود بن محمد
  •  طالب في جامعة عين الهدى الإسلامية كاباد

إرسال تعليق

أحدث أقدم