أرسلت مقلتي إلى الساعة التي تقربني إلى أجلي. وخرجت من مكتبتى بحقيبة خالية وممتلئة من الهواء ودخلت بيتي أذكر رؤياى التي قد صحاف القلوب والمنام الذي هدمت قراطيس الضمائر. ذهبت إلى عالم الخيال العميق ناظرا إلى الوردة الذابلة في قدر النبتة التاركة بجهة الغرفة تريد أن ينقض وقلت في نفسي "كأنها حياتي" مخيلا أن هذا المقعد لحدي كما كانت هذا مهدي.
رأيتها بقرب الطرائق وبجوار سبل الوسائل الإعلام في شاشة الجوال وهي تدردشني في كل من الأوقات بكلمات الحلو وألفاظ اللغط وأقوال الملاحظة ما أدركت وما فهمت مطلع القمر ومغرب الشمس. وجاء الليل تهوي بأجنحتها السوداء إلى الأرض. وطلع القمر بخيوطها الفضية الراخصة في جو الماء كالسيدة العظمى التي حولها النجوم عيونها الذهبية على الكون من فروج قميص الليل واختلط فيها يوما فيوما كاالأسقام التى لايفرق أشهد بعيني تلك العصور الحلوة التي كانت سكينة كشواطئ الأنهار وأمواج البحار وبركت بين أيادي الفانية
وحبنا إلا كما الأحجار في كل مدارج الطرق ومعابر السبل وكان ذلك العيش واسعا كالرياض الخضراء وثقيفا كاالغابات الشجراء. وكانت صدر رحب مورد عذب.
ولصيان نظام غير هذا النظام وصفائح التاريخ غير هذا التاريخ وسرت في عيشنا السار والفرِح مستحلا الفضاء بيننا من خط وغيره،
وإذا تخيلت في ذهني إلى حياتي لقطة النظر ،لا أنظر الحيلة إلا البكاء وعصمة غير الرجاء لتقلب عني ثمرة قلبي وصرف عني راغبة إلى شبابة نشيطة
بنى بيننا مودة لا يقوم عليها جسر ولا تصل بينها بذهابها عني من طير عقولها ذهاب لبها في مدة لا تبلغ الرضيع أن ينفطم. ما أجد من ذلك اليوم في صفحة السماء نجما لامعا ولا كوكبا طالعا ولم أر عهد الإنصاف والعدل وكان عقلي وعيشي ضيقة من وسعتها ووضعت خدي على الأرض بسببها.
وعليك أن لا تغلق الباب دونك وأن لا تسقط في الأيادي الأقوال الجاذبة والحلوة لأنه يظهر ما لا يضمره ويخفي ما لا يبديه.
محمد شهير