إن عالي مسليار من العلماء المثقفين الأعلام الذين حظيت ديار ملبار بتواجدهم وفعالياتهم العلمية والثقافية ،على الرغم من كونه عالما عبقريا، كان قائد معركة مليبار المشهورة وزعيم حركة الخلافة.تعجز الكلمات أمام وصف ميزاته حيث كان عالما راسخا في العلوم ومجاهدا بليغا على البريطانيين الغرباء وقائدا نموذجيا ومقبولا في المليبار عند الجميع بدون تفريق بين الأديان والأجناس والألوان ،ورسول الهدوء والسلامة حين نشر الفساد بين المسلمين المليباريين وبين الهندوس بلعبة البريطانيين الاستعماريين.
اسمه ونسبه:
كان أبوه الكنن بالت كنح محي الدين" وأمه كودكل آمنة" من أهل المخدوم المشهورة العظيمة في فونان، وكان أسرته مشهورة بمحاربتهم ضد البريطانيين المستعمرين، وكان ولادته فى سنة 1861م في قرية "نيل كت" في"منجيرى". ونشأ عالي مسليار في قريته سميعا وبصيرا تلك المشقات والمضرات التي تعاني منها أسرته بمعارضتهم على الحكومة البريطانية .
تعلمه وتعليمه:
كان تعلمه الابتدائي في قريته وبعد ذلك ذهب إلى مسجد "فنان" المشهور. هناك تعلم سنوات، وبعد إكمال الدراسة ذهب إلى مكة المكرمة ليتلقى التعليم العالي ومكث هناك سبع سنوات يتعلم العلوم الدينية مع التوطيد والترسيخ، وبعد التربية الجلية من المكة المكرمة بذل نفائس أوقاته لتعليم العلوم الدينية لعوام الناس في ديار كيرالا حيث خدم في منطقة "إيرناد" مدرسا وقاضيا ، وبعد ذلك خدم في "لكشديب" حتى اندلعت الشغوب في ملبار ،ورجع عالي مسليار إلى مليبار لإخراج أضلاع الاستعمار.
ارتباطه بشغوب مليبار
وبعد الوصول إلى مليبار خدم عالي مسليار في "ترورنغادي" مدرسا وقاضيا، وبذل نفائس أوقاته للتعليم الديني وتولى قيادة الحركات الاستقلالية طوال خمسة عشر سنوات.وكان له شعبية عظيمة بين الناس حيث كانوا مستعدين ليطيعوا كل أوامره. وفى ذلك العصر كان له سلطة عظيمة في المنطقة حيث كان شعب ملبار وقادتها يعترفون بأقواله وأوامره.
ومما لا يرتاب فيه أنه كانت حركات الخلافة لمناضلة القوى الاستعمارية تركت بصمة كبيرة في تاريخ الاستقلال. وكان بروز حركة الخلافة في كل ناحية من نواحى مليبار تحت رئاسة عالي مسليار لأجل تشييد الحركة الاستقلالية وتشريد الاحتلال من شبه القارة الهندية. وقاد عالي مسليار الحركات المناضلة بكل هدوء وسلام منذ استهلال الحركات الكفاحية إلى حين استسلامه لتحقيق الأمن والسلام .أنتج حركات الخلافة الاضطرابات والمشاجرات على أعداء الهند الذين نشروا الفساد والتفرقة في ملبار بحيث أهلكوا مساجد الله تعالى وبيوت المسلمين بسبب المشاركة في النضال.ومن أجل إجراءات البريطانيين الاستغلالية وقف شعوب ملبار بمن فيهم غير المسلمين تحت إشراف عالي مسليار وجيش الخلافة ،
ولكن في نهاية الأمر سقط المسلمون أمام البرطانيين بعد بذل قصارى جهودهم وأقصى مساعيهم لمكافحة الحكومة البريطانية التي قامت بقتل الناس الأبرياء بدون رأفة ولا رحمة وأسروا القائدين المجيدين مثل عالي مسليار بواسطة الحيل والمكائد.وبعذا الصدد توارى عالي مسليار أياما قليلا من عيون البرطانيين حينما تعقدت الأوضاع في مليبار، ولكن عندما دبر البريطانيون مكيدة ضده استسلم عالي مسليار بالهدوء لئلا تراق دماء المسلمين الأبرياء ولكن البرطانيين الغاشمين لم يكتفوا بل استولوا على المسلمين المليباريين، واعتقلوا عالي مسليار وبضع من ثلاثيين المسلمين ونقلهم إلى سجن كويمبتور. وتم الإعلان على قتلهم شنقا في فبراير 17 1922م(1340 جماد اللآخر (20)بحسب حكم محكمة البرطانيين. ولكن لم يتسنى لهم الفرصة لإعدام عالي مسليار، بلف جبل المشنقة حول رأسه ،حيث توفي ساجدا في صلاته ملبيا لنداء ربه العزيز المنان يرحم الله مثواه وتغمده بواسع غفرانه.
خليل إبراهيمباحث في جامعة الأزهر