الخدمة الاجتماعية الطبية في السودان وتحدياتها


 مقدمة:-

إن الخدمة الاجتماعية مهنة إنسانية قديمة ، نشأت نتيجة لعوامل شتى كان لها الأثر الكبير في الحياة الإنسانية، ونجد الخدمة الاجتماعية كانت من إفرازات الحروب والصراعات المسنمرة التي تعاقبت أحداثها في المجتمعات خاصة الأوربية والغربية، من أبرزها الثورة الصناعية والحرب العالمية الأولى والثانية. 

مدخل:-

ونتيجة لهذه الاستجابات التي قامت بها مهنة الخدمة الاجتماعية إزاء هذه المشكلات المختلفة الناتجة عن الصراعات مما خلف لتلك المجتمعات ، الفقر ، و ترمل النساء والكثير من اليتامى وهجرة السكان من الريف إلي المدن وظهور المشكلات على مستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.. 

ونسبة لتنوع المشكلات التي واجهتها الخدمة الاجتماعية انذاك خاصة في مجال الأسرة والطفولة والمسنين والعجزة والعمال في المصانع، جعلت من نفسها مهنة متجددة ومتغيرة ومتطورة تواكب التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية إلي يومنا هذا . 

تعريف الخدمة الاجتماعية الطبية :-

هي مجموعة من المجهودات الاجتماعية الموجهة إلى مساعدة الطبيب في تشخيص بعض الحالات الغامضة، وفي رسم الخطة العلاجية لها ، والى تمكين المرضى من الانتفاع بالعلاج المقدم لهم ، واسترداد وظائفهم الاجتماعية (فاطمة الحاروى).

نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية في السودان:- 

دخلت الخدمة الاجتماعية الطبية في السودان منذ ستينات القرن العشرين من خلال أحضان علم النفس أي العيادات والمستشفيات النفسية علي يد الدكتور طه بعشر في ذلك الحين، عندما لاحظ بأن غالبية الأمراض التي يشكو منها المرضى والتي تتردد على المستشفي يرجع معظمها إلى العامل الاجتماعي وخاصة عندما يعودون إلى بيئاتهم فإنهم يواجهون مشكلة الوصمة من قبل أفراد المجتمع خاصة المرضي المصابون بالأمراض النفسية والعقلية العصبية ، مما استدعى وجود إخصائيين اجتماعيين يقومون بدور التوعية بطبيعة هذه الأمراض وأهمية دور المجتمع في مساعدة المرضي لتجاوز مشكلاتهم والتماثل للشفاء.. 

فعليا عين الدكتور طه بعشر أخصائية اجتماعية في المستشفى لمساعدة المرضي واختصر دورها فقط في متابعة أو معالجة الحالات الاقتصادية للمرضى حتى يتمكنوا من الاستفادة من خدمات المستشفى بعد عمل الدراسة الاقتصادية والاجتماعية للمريض. بعد ذلك أتى جيل السبعينات الذين يحملون درجة البكالريوس والليسناس في الاقتصاد والمحاسبة والتاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع وقامت وزارة الضمان الاجتماعي بتوظيفهم للعمل في مجال الرعاية الاجتماعية، حيث كان العمل قائم على شكل التعاقد لفترة أقصاها سنه وعلي نظام  الدوام بالنسبه لهؤلاء العاملين وحددت مهامهم في دراسة الحالة الاقتصادية للمرضى لمساعدتهم من الناحية الاقتصادية، وكان التمويل حينها عبر ديوان الزكاة وغيرها من المؤسسات ذات الصلة.

ونتيجة لما سبق نلاحظ أن هناك عدة صعوبات تواجه تطور الخدمة الاجتماعية الطبية في السودان مما يضعف دورها في المجتمع

 وخاصة في المجال الطبي ومن تلك هذه الأسباب:- 

1. بعد مهني يتمثل في عدم كفاءه وتأهيل الإخصائيين الاجتماعيين وعدم إعدادهم إعدادا مهنيا كافيا. 

2. بعد مجتمعي نتيجة لعدم الاعتراف بالإخصائيين الاجتماعيين لعدم المعرفة بأهمية الخدمة الاجتماعية ودورها في المجال الطبي ومناحي الحياة الإنسانية الأخرى.

3. بعد إداري يتمثل في عدم تعاون الفرق الأخرى من الأطباء والنفسيين مع الإخصائي الاجتماعي في العمل المشترك والتعامل معه بنظرة دونية. 

4. ممارسة المهنة من قبل أشخاص آخرين غير متخصصين في الخدمة الاجتماعية. 

5. بعد مؤسسي يتمثل في عدم توفير المؤسسة المعدات والوسائل الكافية للإخصائي الاجتماعي لمساعدته في حل مشكلات العملاء.

6. عدم وجود تنظيم مهني أو نقابة خاصة بالإخصائيين الاجتماعيين لتعمل على تطوير وتأهيل منتسبيها وتدافع عن حقوقهم وتحاسب من يمارسون المهنة من غير تخصص..

ومن أهم التوصيات والمقترحات:- 

1. لابد من إعداد الإخصائيين الاجتماعيين إعدادا مهنيا وتزويدهم بالمهارات والأساليب الفنية التي تؤهلهم للقيام بدورهم بفعالية وكفاءة في كل مجالات المهنة 

2. لابد للإخصائي الاجتماعي أن يثبت دوره في المؤسسات المختلفة من خلال معرفته لمهامه واستخدام المعارف والمهارات اللازمة 

3. لابد للإخصائيين الاجتماعيين من مواكبة التغيرات والتطورات المصاحبة للمهنة وللعلوم الأخرى أيضا في السلوك الإنساني والنظم الاجتماعية المختلفة. 

4. لابد من وجود تدخل مهني من قبل الإخصائيين الاجتماعيين خاصة في حالات الطوارئ والكوارث في المجتمع.

الجدي محمود موسى
إخصائي اجتماعي، السودان 

إرسال تعليق

أحدث أقدم