كما نعلم أن مديرة "بلكرام" تقع في ولاية أترابراديش في مقاطعة "الهردوءي", قد فتحها السلطان محمود الغزنوي وزينها بمباني ناطحات السحاب ومساجد مزينة ومنارات منورة ومدارس كثيرة وجامعات شهيرة على شكل أحسن وطراز أبدع, بعد انحطاط السلطنة للملك محمود الغزنوي بعد أن هزمه السلطان التمش قد زينها مرة أخرى في عهده الذي يسمى بالعهد الذهبي . وكان الهند صالحة لنشر الدعوة الإسلامية والسنة النبوية صلى الله عليه وسلم, وكان نسبه يتصل إلى سيدنا على كرم الله وجهه , قد سكنت أسرة البلغرامي في الهند وساهمت لنشر اللغة العربية والإسلام بين الهنادك. وظهرت خدماته النيرة كظهور الشمس في رابعة النهار.في مدير بلغرام في محلة "ميدان فورا " قبل وفاته في 29 يونيو,سنة 1804 م .
قد ولد السيد غلام علي في عهد السلطان "أورنكزيب". وكان معاصره الشاه ولي الله الدهلوي ,وقد تربي وترعرع في بيئة علمية وأدبية ولغوية وتلمذ على الأئمة الأجلاء الكرام وتمهر في كل علوم وفنون , كان أديبا أريبا لبيبا وشاعرا ومرهف الحس رقيق الشعور بسحر البيان . قد لعبت أمه دورا بارزا بأنها تربته تربية نبوية حسنة وتغمر قلبه بحب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
مغادرة إلى الحصول على العلم والفن
فلما تعلم وتمهر قد ازداد له الشوق والرغبة لتلقي على المزيد من اللغة الضاد وأنه غادر إلى بلدان مختلفة وأمصار متفرقة لحصول العلم,وقد حظي بلقاء الإمام الشيخ السيد طفيل محمد الأترولوي ,وأنه قد تفرس من فراسته ذكاء السيد غلام وفطنته وألحقه في مجلسه وحلقاته , ثم أنه قد تمهر في العلوم والفنون ثم رجع إلى وطنه وطفق أن يعلم الطلاب اللغة العربية والفارسية في أثناء التعليم أنه قد ساهم مساهمات نيرة في لغات شتى في مجالات متنوعة يريد الكاتب تسليط الضوء على مساهمات جليلة في تطوير اللغة العربية
سبحة المرجان في آثار الهندوستان.
قد نال هذا الكتاب قبولا وسمعة في الأوساط العلمية في العالم بأسره , وتلقى في الناس بأحسن القبول والعرفان , لأن هذا الكتاب يبين عن خدمات العلماء الهنود في اللغة العربية وإرساء قواعد وترسيخ أعمدة في أبناء شبه القارة الهندية لتحصيل اللغة العربية وكثرة شغفها على نطاق واسع ,ويبتسم أسلوبه ونمطه بجودة بيانية وعذبة شعرية وحلاوة كلامية ومهارة كتابية ورونق صياغي ,وحسن تصديري ودقة وصفية واستعمال في عباراته ولغة ميسورة ساذجة سهلة سديدة , ولكن بليغة فصيحة رشيقة أنيقة , وقد أبعد نفسه عن استخدام الألفاظ الصحيحة واقتباس الأمثال من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.
مزايا لهذا الكتاب
هذا الكتاب يعد أول كتاب عربي من شبه القارة الهندية يتضمن أحوال وتراجم علماء الهنود وأدبائها , قد نال هذا الكتاب شهرة كبيرة وسمعة واسعة في أنحاء العالم ,وقد أرسل هذا الكتاب إلى سلاطين وأمراء وملوك العرب والعجم في شكل رسالة تكريمية , قسم هذا الكتاب على أربعة فصول , الفصل الأول: شمامة العنبر فيما ورد في الهند من سيد البشر. جمع فيه الروايات والأحاديث المنسوبة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم , الفصل الثاني : يحتوي تراجم علماء أفاضل في شبه القارة الهندية ومساهماتهم الأنيقة في ميادين مختلفة , الفصل الثالث , يشمل على أنواع البلاغة اللغة العربية في سبيل المثال بالمحسنات والبديعات والاستعارات والتشبيهات وغيرها
هنا قد وجدت مصنفات أخرى تدل على علو ضلعه في لغة الضاد
أ. ضوء الدراري في شرح الصحيح
ب. شفاء العليل في مواخذ كلام أبي الطيب المتنبي
ت . شمامة العنبر فيما ورد في الهند من سيد البشر
ث. مرآة الجمال
ج القصيدة الهمزية
ح. أرج الصبا في مدح المصطفى
خ. مظهر البركات
بقلم :أحمد شكيل الهدوي