المناهج الأساسية لنشر مبادئ الفاشيا


 فقد مست الحاجة إلى إدراك أرومة الفاشية و منبتها تمهيدا وتوطئة لمعرفة مناهجها الأساسية التي نصبت ألويتها ونشرت مبادئها بها. الفاشية هي حركة سياسية وطنية أسست علي يد المتبختر" بنيتو مسوليني" بإيطاليا في الفترة التالية بعد الحرب العالمية الأولى سنة 1919 م، و شمر متبعوها الملحدون الجائرون عن ساق الجد لكي يـدمـروا أهل الشيوعية وسائر الأحزاب الأقلية تدميرا حـادا، و بذلوا قصارى جهـودهـم وأقصى مساعيهم و نفائس أوقاتهم لتحقيق أهدافهم الاستبدادية السياسية حتى قمعت الفاشية كثيرا من البلدان مثل الروم بواسطة الإجرائات الاستفزازية. وقد غرست بذورها في لباس النازية بألمانيا سنة 1930م تحت هيمنة أدولف هتلر. وعقيب تأسيس النازية شهد العالم بعينيه وسمع بأذنيه مواظبة الملحمات و مداومة المجزرات همجية و وحشية حيث قتل جندها نحوا من ستة آلاف يهود لمخالفة جنسيتهم للآرية البتة.

فإذا فحصنا جذورها المستدمرة التي أشاعت أغصانها المنتشرة في الهند نصل إلى حقيقة مدهشة بأن بعض المؤرخين مثل" جوهارلال نهرو" ذهب إلى أن نطفة الفاشية الملعونة قد أنزلت من صلب الهند و نشأت على موكبها و ترعرعت في تربتها حتى تغربت أولا إلى ألمانيا ومن ثم إلى إيطاليا ،وإن "جولوالكر" يعد رئيسا للفاشية على طريقة الهندية

إنه مما لا يخفى على أحد بأن كانت بين هؤلاء الطغات الثلاث (هتلر ،موسولني، جولوالكر) علاقة عريقة وصلة عميقة مباشرة في المبادئ والمناهج الاستراتيجية. يبرهن على تلك الحقيقة الوثيقة قول جولوالكر في كتابه الشهير " we or our nationhood defined" إن إيطالية وألمانيا دولتان اللتان تودعان و تدخران الوعي العنصرية بحسن الهمة وشدة العزيمة فينبغي علينا أيضا أن نتبعهما و نقلدهما شبرا بشبر و ذراعا بذراع على أتم الإمكانات، إنه ليسوقنا إلى أن أتيحت الفرصة الغالية الذهبية لإبادة المسلمين من الهند" و عندنا عدة من البراهين القاطعة و الأدلة الدامغة باالرغم على الواحدة المذكورة ، و لكنني مضطر إلى عدم الحشو والتطويل مبادرا باالمعالجة بقلب المقالة.

المناهج الأساسية الثلاث

المنهج الأول: 

تكليف المبادئ على الشعوب من خلال التعليم الرسمي. التعليم الرسمي وسيلة مهمة من الـوسـائـل الـتي تسـاعـد أن يجلب الأغـراض و الأماني إلى صاحبها سرعا وسهلا. لأن معظم الشعوب إنما يختارون و يؤثرون مبادئهم و منظوراتهم ومواقفهم في جل الأمور بناءا على ما عثروا على التعاليم الرسمية من مدارسهم الابتدائية عرفا. 

كان "جيوواني جنريل" وزير التعليم في وزارة مسولني و مفكرا معروفا ذاع صيته في مجال الفلسفة التعليمية. إنه قد أعلن مبدأه و موقفه بقوله الخاطر : "ولنقتبض على كل واحد من الأطفال وهو ابن ستة عمرا ولنرده إلى أسرته وهو ابن ستة عشر عمرا." أما تشكيل الشخصية في حياة جميع المواطنين يجب أن يقع بين الاقتباض و الرد المذكورين.

 فمن أروع أمثالها نریندرا مودي رئيس الوزراء الحالية في الهند أنه قد طرح و ذرى أبويه و أسرته هاربا إلى زمرة المتطرفين و الإرهابيين ، وأنه بدون ذرة من الحياء ، شمل مناقب "ديوس" الذي هو لقب مسولني في جميع الكتب المستعدة للتعليم في المراحل الابتدائية في الهند حيث لا يخلوا أحد من أخذها قابلا و مقررا لها طوعا أو كرها، و أنه صرح أيضا بأن "الدم والمعركة عنصران اللذان لا بد من اجتماعهما من جملة الأنشطة الفاشية". هذا هو الذي كان     البشيعة منهجها الاستراتيجي لإجراء مبادئها. 

المنهج الثاني:

 .نشر المناهج العنصرية وتنفيذ نتائجها قهرا وتطرفا
 العنصرية هي القاعدة الأصلية للمبادئ الفاشية .نعثر على هذا اللفظ في تصانيف الرؤساء الثلاث (مسولني و هيتلر و جول والكر) مرات بعد كرات. إنهم قد بنوا منازل مبادئهم على هذا الحجر الأساس. يدل على هذه الحقيقة التي لا تجحد ،قول 'جول والكر ' "بأن انهيار القبيلة الأرية هو انهيار الوطن نفسها لا غير،" ويقول موسولني : "وطننا هو الأسرة المجموعة من أربعين ألف مليون أشخاصا الذين توحدوا على اتحاد القبيلة فحسب".
 و يرى هتلر : ينقسم جميع البشر إلى ثلاثة أقسام، الأول مؤسسو الثقافة و الحضارة و الثاني ناشروها و الثالث أعداءها. أما القبيلة الأرية هي الجملة الوحيدة التي شملت في المؤسسين، والناشرون هم الذين تقبلوا مبدأها واتبعوا مناهجها وعانقوها منفذين في أوطانهم. والأعداء هم اليهود، و يقول جولوالكر: "ينبغي على كل واحد من الهنود نصرانيا كان مسلما أن يتقبلوا لغة الهندوسية و ثقافتها و قوانينها. فلا بد من تشجيعها  دون تفكر نتائج أفكارهم المهلكة.

المنهج الثالث : 

اعتماد الفاشية على الاستبدادية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية. إنه مما لا يرتاب بأن الفاشية تركز تاما على شخص واحد أو ملك واحد، القوانين والقواعد كلها من عند رغباته وحده، حيث لا يعتني ولا يعتبر لأي شيء من الأبنية الرسمية مكانة في الحكومة ، دستور الوطن إنمـا هـو أحلام الملك. والمحكمة إنما هي تصميماته. تنتهج الفاشية مجموعة من المبادئ التي تؤمن بها لأجل اهتمامها على السمو بالأمة و رفع مجدها،لكنها تمارس الدكتاتورية . تقمع الفاشية الحريات الشخصية و تودئها في الثرى كحق الحياة و الطعام والكرامة. 

جنيد الحسني

1 تعليقات

أحدث أقدم