الشيوعية على وشك الإرهاب

 

ومما لا يرتاب فيه أحد، أن نظرية الشيوعية  قد تفرجت في ألمانيا على يد كارل ماكس (١٨٨٣م)وفردرك إنكلز الذين يعرفون أنهم المؤسسون لمبادئ الشيوعية (١٨٩٥م).وقد حاولا قدر استطاعتهما لنشر فكرياتها الحاسمة إلى شتى أنحاء العالم ولإشاعة بيان الشيوعية التي تنطلق فيها  نظرية الشيوعية والاشتراكية لكارل ماكس.وظاهر الشيوعية في جنوب أوربا بلفظ أنها نظرية اجتماعية واقتصادية  تستهدف تطورات العاملين العادين وترقيتهم في مسارب المجتمع، حيث لايمتاز فرد عن آخر ولا توجد فكرات متباينة فيما بينهم،أي كل عيونهم إلى الاتحاد الواحد.

ومن المعلوم أنه بعدما هدأت الحرب العالمية الثانية،ساعد الاتحاد السوفييتي(USSR) في التنفيذ هذا النظام السياسي على الصين وكوبا والعديد من دول أوروبا الشرقية وفي مناطق آسيا الغربية،وفقا لمبادئ التي شكلها  كارل ماكس أن العالم ينبغي أن يتم تحوله من براثن الرأسمالية إلى النظام الاشتراكية.وكل مبادئ الشيوعية التي تبنى على المناهج الاقتصادية والفلسفية والسياسية تدعوا إلى المساواة وإزالة الطبقات الاجتماعية.وإن كان ذلك تسبب تفاقم  التطرف والعنصرية بحسب فعالياتهم.

إن تاريخ بداية الشيوعية في القرن العشرين ممتلأة بالهجومات والمحاربات،وكانت نتيجتها خسارة من الآلف بسبب وصول الشيوعية وحضورها في الهيمنة،وإنها تَسبَّب لموت الملايين من الناس وإجلاء وسجن الآلاف.إن هذه الوقائع أسفرت عن الثورة البلشفية(Bolshevik revolution) التي اندلعت سنة ١٩١٧ في الجنوب الروسيا والتي زعيم الشيوعي فلاديمير لينين (vladimir Lenin) وقائد الجيش الأحمر ليون تروتسكي (Leon Trotsky) وكامل الحزب البلشفي والجماهير العمالية لإقامة دولة اشتراكية وإسقاط الحكم الملكي بناء على أفكار كارل ماركس.

ولا مجال للشك بأن الشيوعية حاولت قدر الإمكان لتدمير المجتمع الذي يتأثر بمبادئ الدينية، بسبب أنهم تخلوا عن نظرية الدين ومعتقداته وتحلوا بالإلحاد والأفكار المضادة للدين خصوصا الإسلام.وإن هذه النظرية التي تقوم على الإلحاد والإنكار الديني تعد من الخطيرة التي يواجهها المجتمعات من أجل أنها تأثر تأثيرا جوهريا في الهبوط  نظرية الدين إن قمنا باعتراف هذا المنهج الفاسد.وإننا في حاجة ماسة لاستأصال واجتثاث  جذور هذه الحركة الهائلة التي تلقي الرعب في قلوب المسلمين بسبب أنها معارضة للأديان ومخالفة لبناء البشرية.ومع ذلك أنها منهج يقوم على إنكار وجود الله تعالى وكل الغيبيات وتقع على ادعاء أن المادة هي أساس كل شيء، وتقوم فكرتهم في الأساس على المادية الجدلية،يعتقدون بأنه لا آخرة ولا عقاب ولا ثواب في غير هذه الحياة الدنيا،وهم لا يؤمنون إلا في ثلاثة هي ماركس، ولينين،وستالن ، وهم ومعارضون عن الله والدين،والآخرة. ولا سعة للريب أن ما تقوم عليه الشيوعية والماركسية أفكار إلحادية ترفض الإيمان بالله والحياة الدينية. 

وعندما نحدق أنظارنا إلى التاريخ الزاهر للملة الإسلام الذي فتح بلادا من أياد السيطرة المتينة،نرى أن الإسلام واجه تحديات كثيرة ومعيقات عديدة في مسيرته الناجحة حيث أن أعدائه نثروا سهام الكراهية والمقت من قنانتهم ضد هذا المنهج القيم، وأثارو الرعب في أعماق القلوب،وإن كان ذالك بأنهم فهموا أنه ليس من حدودهم أن يحارب الإسلام بسيوف أو سلاح، وبعد ذالك هدفوا بمسيرتهم الواهية تدمير الثقافة الإسلامية التي ورثت من دروب الأعلام المتقدمين منذ القرون.وهم يستهدفون لاستأصال مبادئ الإسلام من قلوب المسلمين بهجومات عنيفة، ودبروا هذه الحيلة في جنوب إسبانيا،حيث قضوا على وراث المسلمين الذين قاموا بإشاعة الثقافة الإسلامية السمحة في إسبانيا، وفضلا عن ذلك أشهروا سيوفهم وقوتهم وطاقتهم على هدم المنارات العلوم الإسلامية،ووثبو على منابر المساجد وأوقفوا الطقوس الدينية، وبذلوا قصارى جهدهم لهدم تراث المسلمين بإلقاء مبادئ المادية والأفكار التطرفية إلى ذهنهم.

ونتيجة لهذه الإجراءات الشنيعة انطفأ ضوء الإسلام من العقارة الإسباني بعد ما سيطروا بمعامع عنيفة على القرطبة التي تنير فيها منارة العلوم الإسلامية،وبعد هذه تشكلت نظريات عديدة تخالف المبادئ الإسلامية، ومنها الشيوعية التي أسسها كارل ماركس وأشاع نظريتها في أرجاء العالم على فكرة أن "الدين هو السواد الذي يسحر الانسان" واستطاع أن يحصل على عدد كثير من تبعة في جميع أرجاء العالم  بتمييز بين العاملين والأثرياء،وهو ادعى أنه لا هيمنة للرأسمالية على العالم وكل السيطرة تحثل بالصراع العنصري.

ومن الجدير بالذكر أن الشيوعية مذهب ترعرع على مبادئ الإلحاد والإرهاب ولا يتخلى عن مناهجها وأساليبها مهما طال الزمن.ونحن نرى  اليوم الإجرائات العنفية التي تمارسها الصين تجاه مسلمي أيغور ومواقفهم  لترك المسلمين دينهم وعلاماتهم وطقوسهم الدينية.وهم يعذبون المسلمين بإسكانهم في مخيمات السجن ليتخلوا عن دينهم ومعتقداتهم ويعترفوا بمبادئ الشيوعية  وعلى هذا المنوال أن الشيوعية ما زالت منهجا

خطيرا يلتزم بمبادئ إرهابية ويطبقها بدون رأفة أو إشفاق. وفي الآونة الأخيرة أن الشيوعية قد عانقت مبادئ الرأسمالية والليبرالية التي هي مضادة بالفعل لمبادئ الشيوعية الأصيلة.ومن أروع الأمثال لتطبيق الرأسمالية  الصين والكريا الجنوبية.

ما بين الشيوعية والليبرالية ؟

ومن المعلوم لدى الجميع أن الليبرالية مذهب فكري يركز على الحرية الفردية،ويؤكد على وجوب احترام استقلال الأفراد في المجتمع،ويعتقد أن الوظيفة الأساسية للدولة هي حماية حريات المواطنين ، مثل حرية التفكير ، والتعبير ، والملكية الخاصة ، والحرية الشخصية وغيرها، بالرغم أن نظرية اللبرالية التي أوغلت في نفوس الإنسان في الآونة الأخيرة مضادة لنظرية الشيوعية في الوجوه المذكورة إلا أنهما توافق في تبديد التقاليد الإسلامية ومبادئهاحيث يدعمون الزواج لمسلم أو مسلمة من الأديان الأخرى، والتحويل من الإناثة إلى الذكور ،والاتحاد في الملابسة مع ادعاء التسوية بين الذكر والأنثى كما رأينا أن حكومة كيرالا الشيوعية حيث نفذوا هذا المساواة في مدرسة حكومية في مقاطعة كالكوت باسم الحيادية الجنسية (gender neutrality ) والتغيير في طقوس المسلمين مثل الإغلاق أبواب المساجد والحظر على الحجاب.

ومن الحقيقة التي لاتغاضى عنها أن الملحدين أعداء واضحون لدين الإسلام ومبادئه وطقوسه ،وهم بذروا بذرة الإلحاد في عقول المجتمع، وأوقدوا شعلة الكراهية التي تعمي القلوب والذهن.ولذلك تأثرت فعالياتهم تأثيرا جوهريا في التغيير التقاليد المتين مند الزمان الماضية. وقد اهتم علماء المسلمون في معارضة نظرية الشيوعية طيلة عصور فمن حاجة الوقت أن نقف في وجه هذا المنهج الخطير الذي يعمي قلوب المسلمين.


بقلم نبهان .ب

طالب في كلية ناتكل مقام 


إرسال تعليق

أحدث أقدم