العمل هو طريقة يكسب بها الإنسان رزقه، وتكمن أهمية العمل في أنّه يكفل للإنسان الحفاظ على كرامته، ويفتح له الآفاق الكثيرة حتى يتطوّر وينمو في عمله ويُصبح شخصًا فاعلًا لا يحتاج إلى أيّ معيل بعد الله، ولهذا فإنّ العمل عبادة وليس مجرّد حاجة حيوية للإنسان، بل إن العامل يأخذ أجرًا من الله تعالى لأنه سعى لتحصيل رزقه، ولم يقف مكتوف الأيدي.
لما قال الله عز وجل للسيدة العفيفة الطاهرة مريم عليها السلام "وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنياً" (سورة مريم ' الآية ' 25 ) فهنا إذا أراد أن يأمر الشجرة لتتدفق منها الثمار لفَعل ، لكنه قال: "وهزي إليك بجذع النخلة" أي :حركي جذع النخلة؛ يريد الله عز وجل أن تعمل السيدة مريم لتكسب وتجنى من عملها ما تأكله؛ الرطب أى "ثمار النخل" قبل أن ينضج.
في هذه الحياة لابد لك أن تعمل، والأعمال كثيرة، ومتنوعة . إن الأنبياء -عليهم السلام- كانوا يعملون ؛ منهم داوود عليه السلام : كان يعمل حدادا ، وكان آخرهم (صلى الله عليه وسلم) قد سافر بتجارة السيدة خديجة إلى الشام ، وهذا أيضا يعتبر عمل ، حتى "عبادة لله" عز وجل تعتبر عملا ، والدليل هنا قوله جل وعلا (ومن "يعمل" من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما) (طه الآية 112) وكذلك قوله (ومن "يعمل" سوء أو يظلم نفسه..) (النساء الآية 110) وقوله كذلك في سورة النساء (ومن " يعمل " من الصالحات من ذكر أو أنثى ؛ إلى قوله... ولا يظلمون نقرا ) (النساء الآية 124)
وهناك أحاديث تُحِث الإنسان على العمل منها قوله 《صلى الله عليه وسلم》في حديث نبوي تظهر فيه قيمة العمل، فيما رواه جابر بن عبد الله، عن النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّه قال: "ما من مسلم يَغْرِسُ غرسًا إلا كان ما أُكِلَ مِنهُ له صدقةً، وما سُرقَ له منه صدقةٌ، وما أكل السَّبُعُ منه فهو له صدقةٌ، وما أكلت الطيرُ فهو له صدقةٌ، ولا يَرْزَؤُهُ أَحَدٌ إلا كان له صدقةٌ".
وشدد علماء الدين على أهمية العمل في حياة الفرد والمجتمع؛ فعن طريقه تقوم الحياة، وتعمر الديار، وتزدهر الأوطان، ويحدث الاستقرار، مؤكدين أن للعمل في الإسلام مكانة عالية ومنزلة رفيعة، به ينال الأجر والثواب، وهو عبادة عظيمة لله تعالى وامتثال لأمره، فضلاً عن أنه نوع من الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى.
لطلب الرزق، تسافر على قدميك على سيارتك على دابتك، تطلب الرزق احتشاش، احتطاب، صيد، تجارة، إلى غير ذلك من الأعمال التى تأنى منها ما تشبع به رغبتك .
وقد تعرفنا على أهمية العمل من خلال كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإن نعمل ، ونترك الجلوس بدون عمل ، وترك الجلسات والونسات طوال الوقت ، لأنه لا يمكننا تحصيل شيء بدون عمل. يقول المثل المشهور "الله كريم" نعم الله كريم ' لكن تسبب أنت وتوكل على الله ، وتجد ما كان مكتوب لك ، كما ذكرنا فى البداية ، حيث قال الله تعالى للسيدة مريم "وهزي إليك بجذع النخلة" أي تسببي فى كسب رزقك.
يوسف محمد علي
طالب جامعي تشادي