الأرياف والحقوق المهضومة


 إن مهمة الدولة في كل بلدان العالم تتجسد في تقديم الدعم والرعاية الجيدة لسكانها وتوفير كافة الخدمات والاحتياجات الضرورية اللازمة من أجل إشباع حاجات المجتمع وتلبية رغباتهم ومطالباتهم من التعليم والصحة والأمن وفتح المشاريع الاجتماعية والاقتصادية المثمرة ، تساهم في زيادة الدخل الفردي والمجتمعي معا.

وبالمقابل يجب أن يتسم توزيعها بالمساواة والعدل بين كافة أفراد المجتمع على اختلاف أماكنهم مدنا كان أو قرى، وأيضا وعلى مختلف فئاتهم شبابا كان أو نساء أو رجالا، أطفالا وكذلك على مختلف المستويات المعيشية ، فقيرا، أو غنيا للحصول على التعايش السلمي بين الأفراد والجماعات والمجتمع ، وتقبل الاختلافات الثقافية بينهم واحترامها مما ينتج لدينا تنمية الروح الوطنية والوعي بالهوية وتطوير الموارد البشرية والمادية للاستفادة من المواهب والقدرات الخاصة في نقل المجتمع إلى تطوير التكنولوجيا والاتصالات والفضائيات .

هل يتمتع أصحاب القرى والأرياف بكافة حقوقهم الأساسية في مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية؟ وهل انعدام هذه الحقوق يؤثر على الوضع الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي لهذه المجتمعات؟ وما مدى ارتباطها وتأثيرها على سلوكهم في ظهور مشكلات اجتماعية واقتصادية وصحية وثقافية ؟ وهل يؤدي ذلك إلى تفكك المجتمع وزعزعة أمنها واستقرارها؟

فلا تتمعن ولا تتحير في الأمر عجبا أيها القارئ العزيز لأن هذا هو واقع يعيشه جل وبعض سكان الأرياف فاقدين خدمات ضرورية أولية أساسية بغض النظر عن الحاجات والترفيهية التي لم يبلغوا مراتبه. 

إن الدولة التي لا تستطيع أن تقدم أدنى متطلبات الحياة الأساسية لشعبها لن تجد نفسها في ركب الحضارة والتقدم العلمي والتقني وأيضا التي لاتستطيع أن تحدد القدرات الإبداعية لدى أبنائها فلا تتمكن من دخول مسار العولمة والتكنولوجية فتصيبها الهوة التكنولوجيا مقارنة بالدول الاخرى.

إن عملية التنمية مسؤولية مشتركة من كل من طرفي الدولة والمجتمع، تضمن قيام الحكومة بواجباته تجاه شعبها وبالمقابل قيام المجتمع بمسؤولياته تجاه وطنه المتمثلة في الدفاع عنه والتضحية من أجله والانصياع للقوانين والقواعد التي تحكم سير العمل في المشروعات المختلفة لضمان التنمية والرفاهية. 

وفي السنوات الأخيرة اتفق زعماء العالم على سبعة عشر هدفا لتحقيق عالم أفضل بحلول عام 2030م ومن هذه الأهداف القضاء على الفقر ومحاربة عدم المساواة ووقف التغير المناخي والصحة الجيدة والتعليم الجيد والمياه الصحية والمرافق الصحية لجعل الحياة ذات قيمة حقيقية وشعور المجتمع بالرضا.


الجدي محمود موسى

باحث سوداني في الخدمة الاجتماعية

1 تعليقات

أحدث أقدم