الإسلام والمرأة في خضم القضايا الحديثة



 قضية النساء ما زال لا يزال من مضغات الكلام في كل ناحية من نواحي وزاوية من زوايا العالم, منذ كان العالم كائنا والإنسان فيها مشعرا بمعرفته العقلية ودراساته العلمية الفاخرة،ولا فرق فيها بين المشرقيين والمغربيين. فالنساء يبحث في العالم عن لباسهن يلحفن فيها ومجالسهن يزدحمن فيها ومسلاتهن يرجين إليها. وقد اتخذ أسياف مسلول وأقلام جليل لأجلهن في شواطئ العالم وسواحلها وأرجائها.

 تواجه المرأة في هذا العصر الراهن قضايا شتى لم يشهدها حين من الأحيان .وها يرتفع التساؤلات،لم تبحث مضغات هذه الأقوال عند عموم الناس؟ وما الذي يهدف هذه البحوث والأقوال؟ وهل  للنسوية دور في تشييد النساء؟ وما الذي يرى الإسلام في تشييدهن وتوجيههن؟ وإلى ما يقودنا الأخبار اليومية؟ 

إذا أمعننا أنظارنا إلى أسجال التواريخ الإسلامية بين أشطارها وأوراقها طولا وعرضا، يمكن أن نفهم منها عِبرات متشتتة ودراسات متضاربة تبعدنا عن ظلمات الشك والريب عن هذه القضايا والأزمات. فلنبدأ البحث من إطلالة الإسلام واتجاهات النبوية في ذلك .فعند طلوع شمس الهدى على جبل النور بغار حراء وبعثة النبي نبيا ورسولا إلى هذه الأمة. يا للاسف كان العصر مسودة بالظلم والظلام، بطروا بالباطل الخاطر وشدوا يقظاتهم على شقاق التمور وصحاح النساء. "وسائت أخلاق العرب فأولعوا بالخمر والقمار، وبلغت بهم القساوة والحمية، المزعومة إلى وأد البنات، وشاعت فيهم الغارة، وقطع الطريق على القوافل وسقطت منزلة المرأة ، فكانت تورث كما يورث المتاع أو الدابة، ومنهم من كان يقتل أولاده خشية الإنفاق، وخوف الفقر والإملاق، وعزموا بالحرب وهانت عليهم إراقة الدماء فتثيرها حادثة تافهة، وتدوم الحرب أربعين سنة، يقتل فيها ألوف من الناس" (قصص النبيين لسيد أبي الحسن علي الندوي ص 5/9).وبالجملة كانت الإنسانية في عصر بعثته صلى الله عليه وسلم في طريق الانتحار حيث نسوا خالقهم وأنفسهم ومصيرهم.

 ومن هذه النقطة نبدأ البحث عن دور الإسلام في تشييد المرأة وتطويرهن إلى مكان علية. وعندما نمعن أنظارنا إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة صلى الله عليه وسلم نرى هناك آيات متضاربة المعنى وأحاديث متشتتة الحلوى. وعند بصمة أيادينا في الآيات "واذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم(58) يتوارى من القوم من سوى ما بشر به أيمسكه على هون لم يدسه في التراب إلا ساء ما يحكمون(59) (سورة النحل 58-59) إن هذه الآيات الكريمة الفاخرة يهدينا إلى هذه المعني "اذا بشر أحدهم بولادة بنت ظل وجوههم مسودا كسحاب المطر وتغير جما عليه وغما وظما إلى الظلم والظلام. وتم ذكره أيضا في القرءان ”ألكم الذكر والأنثى“(سورة النجم-21) كيف تجعلون لله ما تكرهون من النساء والأناث ”تلك  إذا قسمة ضيزى“(22) إنها قسمة خارجة عن الصواب جائزة عن العدل مائلة عن الحق. 

 ومن هذه الظلام قدم الإسلام بهن إلى اتجاهات سائدات لا  يمكن أن نصف في أقوالنا وألفاظنا.فالإسلام  أول دين  أتاح للنساء ورثا ، وأعلى مراتب النساء من مرتبة الحيوان إلى مرتبة الإنسان حقا، وأجرى عليهن حريتهن وراعى عليهن بيوت أزواجهن وحقائق حضانة أولادهن بقوله صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" وعلمهم تعاليم الدينية والدنيوية بعصر كان العلوم مستور تحت خمار أهل الكتاب.  

 ومن الحقيقة التي لا مرية فيها أن المرأة تبحث عن أشكالها وأضرابها وأوراقها في كل وقت وحين.وأن المسلمين يلبسون لباسا متضاربة الأحوال وثيابا متشتتة الأصناف بأراضي الشائعة من موروكو إلى سايبراس.والمرأة المسلمة تلبس لباسها الإسلامية يحتوي فيه الوجوه والرؤوس، وهذا كله يجيئ تحت حقائقها لهوية الإسلامية التي يضمنها دستورنا الهندي من أجل أمن هيبتها .الإسلامية ورغبتها   

         وإذا تخيلنا نرى أن الله قدير على إسلام كل الناس في العالم وأن تكون العالم عالما إسلاميا. ولكن الله وقف عنه وأعطى للناس اختيارا ،فعلينا أن نختار مسلكا طيبا وطريقا طاهرا،وإن كانت الطريقة لله الواحد القهار فدخل الجنة فقد فاز.وقد قال الله تعالى فائداته عبر الكتب الأربعة والرسل المبعثة.ونرى أن القرءان الشريف يهدينا إلى أضواء تشعث فيها العلمانية. فالاختيارية أفضل شرائف الإنسان،حرية الأكل مما تحب وتلبس مما تلحق، من أهم حقائق الإنسانية والإسلامية ومن أجود فكرات الدستورية العالمية. ولكن فرقات العلمانيين واللبراليين وغيرهم عند صرف أعينهم إلى الإسلام يكون عالمهم يضيق  بقلوبهم  وتقلب أعينهم إلى الإرهابية والتطرفية  يتهمون كل ما يرون من الإسلام  غير  عقلية ومنطقية، ويعتبرون حتى اللباس الذي ترتديها المرأة المسلمة كلباس الإرهابيين والمتطرفين ،كما رأينا عند وقعة الانفجار  في كولومبو-عاصمة سريلنكا، فطبعا يكون علمهم ضيقا بالآلام وسليبا على الأجفان. 

ومن أحدث أمثالها الأخيرة حظر الحجاب في كلية بولاية كرنادكا حيث تم منع الطالبات المسلمات أن يأتين إلى صفهن  مرتديات الحجاب. ويتم الآن مناقشات في مجالات متشتتة عن المرأة المسلمة وزيها الذي تلبسه هي كالحجاب والنقاب .وفي غضون ذلك انتشر على مواقع الوسائل الاجتماعية مقطع فيديو لشابة مسلمة تدعى  مسكان خان التي تعرضت للمضايقة من قبل العصابة المتطرفة وترفع صوتها بصدى التكبير وسط حشد من اليمين الهندوسي عند وصولها إلى الكلية لأجل تقديم الأوراق.

وعندما نستلفت أنظارنا العى أقوال ”شيكسفير“ يقول في مسرحيته، التي قد كاد أن تكون من أفضل مسرحياته،المسمى ب“أوتَلو“، يقول ”اَبولْتْرَسْ“، عند ذهابها إلى وطن بعيد،  "كوني في لباسك مصنوعة من الخذلان، ولا تكوني جائعة إلى حب وكرامة".وعند تعمقنا في مواضيع الحجاب والنقاب في أديان شتى نرى منها أدلة كثيرة لنسردها تاليا؛"على النساء أن ترسلوا أنقابهم عند نظرة الرجال" (البت-2462)"ونقل نقاب المرأة تهدم عفتها" أُتَّم غِيتم-9:57) "ولا يقبل دعاء المرأة التي فتحت رأسها" (كريندر-11:5) وهكذا تحتوي عبارات في كتب الديانات المتضاربة.

وقد تحول اللفظ "النسوية" في هذه العصر الراهن إلى أفكار حديثة ومعلومات جديدة . فما النسوية.؟ فلنذهب بأذهاننا إلى تعريف النسوية لأحد المشهور باللقب النسوي في العالم.عرف النسوية "سيمون دبوا" نسوية مشهورة في العالم بأقوالها "النسوية طرائق السيدات ونوافذها لحسبهم أن لا  يكونوا فرقة مجاورة خاضعة بين يدي الناس" (ديوا 2008) وقد تغيرت أفهام بعض النسويين المشهوريين عن مبادئ النسوية وأفكارها بل أنها تغيرت عن أصلها المقصود وفرقت عن جذورها الأصلية لأنه ليس فيها حلو تجذب بها القلوب بل لغو تتركه الخيال وأنهم عرفوا هذه الإجماعيات غير إجرائي کبديهيات الشغونية العالمية.

وعند نقطة النظر إلى الحقائق عن المميزات بين الرجالو النساء لا نستطيع أن نخفيها تحت أستار ميزات الذكورة والإناث فقط، بل للنساء متضارية الأحوال في منظومهن البدنية ومنظوراتهن القلبية، ليس فيها واسطة الأشكال.فمن أهم زعائم النسويين قد رسمت هنا، وكل علماء المحدثين أو جلهم يقولون لتعليم نقدية الأحاديثو دراساتها ، لأنه كثير من الأحاديث يلحق بعصره الحديث ويجدر باالذكر بوقته الراهن، فهيا ننظر إلى هذه الأحاديث الشريفة -

فها هي الحديث روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  "اذا دعى الرجل مرأته إلى فراشه غابت فبات غضبان عليها لعنها الملائكة حتى تصبح"(صحيح البخاري، بدء الخلق 7/ سنن ابو داود ، باب النكاح 41/ جامع الترمذي ، باب الرضاع

وقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضا بأقواله الساقطة كالدرر "لا يفلح قوم ولّوا أمرهم امراة"(صحيح البخاري) ومن خلال هذه الأحاديث الشريفة يعيبون النبي صلى الله عليه وسلم بأنه  ظالم في أمور النساء ولم ينظرو إلى وجه الرأفة والرحمة للنبي ودين الإسلام بعين العبرة. 

ومن المعلوم لدى الجميع أن هذه الأحاديث مختارات من صحاح الستة المشهورة  ونرى هناك أيضا أحاديث تنص على إتاحة الشرائف للمرأة وإعطاء الفضل لها. فهيا ننظر إلى هذه الأحاديث الشريفة تسرد عن فضائل النساء وشرائفها.وفيها الحديث  "خياركم خياركم لنسائكم"(سنن ابن ماجه، باب النكاح 50)و"الجنة تحت أقدام الأمهات"(جامع الترمذي ، باب الرضاع 11) ولكن النسويات لم تروا هذه الأحاديث بأعينهم وأذهانهم ولن يأخذوها بعين العبرة. وعند النظر إلى هذه الأقوال والأحوال علينا أن نعلن النبي صلى الله الذي جاء بشمس الهدى ونيل المنى ليزيل ستار الظلام الذي هو عدم الرعاية للسيدات والثيبات, أول نسوي في العالم الانساني.

شهير الحسني

إرسال تعليق

أحدث أقدم