التربية الروحية في الإسلام

يعتبر عنصر الروح هو العنصر الذي يوجّه الإنسان إلى طاعة ربّه وامتثال أوامره ويرشده إلى فعل الخيرات وترك المنكرات كما أنّه يجعله ميالا للخير متحلّيا بالصفات الحميدة ملتزما في سلوكه وتصرّفاته بالخلق الكريم الفاضل. وأنّ الإنسان منذ بداية حياته قد أعطى جانب الروح اهتماما كبيرا كما يوضّح يالجنّ في كتابه "ما من أمّة إلاّ ونجد فيها الحياة الروحية بشكل من الأشكال. نجد ذلك في تاريخ حضارة الهنود والصينيّين والكلدانيّين والبابليّين والفراعنة ولا نجد مثل هذه الظاهرة في تاريخ حياة الحيوان إطلاقا"
       
   وهذا يعني أنّ الإنسان كائن مركّب من جسد وروح وله عقل وحكمة وفيه طبيعة شهوانية وقوّة غضبية وتشاركه في الوجود مخلوقات أخرى تختلف عنه. فالملائكة مخلوقات لها عقل وحكمة فقط ولذلك وصفهم الله " يسبّحون الّيل والنهار لا تفترون"(الأنبياء ٢٠)

.وقال تعالى أيضا "لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون" (التحريم ٦). ومخلوقات أخرى ركّبت فيها الطبيعة الشهوانية دون العقل وهي سائر الحيوانات. وتظهر هذه الأزدواجية في الطبيعة الإنسانية المادّية والروحية. عندما أوحى الله سبحانه وتعالى إلى الملائكة: "وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك االدماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك قال إنّي أعلم ما لا تعلمون"(البقرة٣٠).
 فالملائكة أدركت أنّ هذا المخلوق قد ركّب فيه العقل والشهوة والغضب. وما دام الأمر كذلك فإنّ عنصري الشهوة والغضب سيتغلّبان على العقل وبذلك يعمّ الفساد. ولكن قال تعالى: ”إنّي أعلم ما لاتعلمون". إشارة إلى أنّ تركيب الإنسان كما اشتمل على أسباب الفساد فقد ركّبه الله سبحانه وتعالى ما يمنعه من ذلك. وبهذا يتحقّق التوازن بين جانبي الشهوة والغضب والعقل والروح والحكمة كما يقول العلواني: "إذا كانت الشهوة والغضب تدفعه نحو سفك الدماء وإحداث الفساد فإنّ العقل والروح ستوجد فيه معارف وأشواق إلهية تكفّل له التوازن بين هذا وذاك. وهذا التوازن لا تقبله الطبيعة الملائكية ولا الهيئات الحيوانية"
   
       ويصف الزنتاني التربية الروحية "هي التي ترسم المعيار الصحيح لتنمية مختلف الجوانب للشخصية الإنسانية تنمية شمولية فهي مصدر هداية العقل بالإيمان بالله عزّ وجلّ وتوحيده وصفاء النفس بسكينتها وطمأنينتها وتزكية الأخلاق بالفضائل والمثل الأعلى وطهارة الأبدان باستعمال أعضائها في العبادة وأعمال الخير". ولهذا جاءت تعاليم الإسلام لتؤكّد أنّ الإنسان وحدة روحية وجسدية وعقلية مترابطة. فقد أمر الله سبحانه وتعالى بالعدل بين الجوانب الكينونة البشرية. ومن المستلزم التفرّقة بين عنصر المادّي في الإنسان ممثلا في الجسد والعنصر المعنوي ممثلا في الروح ويكون الروح غير البدن.
       
   ويؤكّد هذا قوله تعالى: "وإذ قال ربّك للملائكة إنّي خالق بشر من صلصال من حمإ مسنون. فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين"(الحجر ٢١-٢٢). وفي هذه الآية إضافة الروح إلى الله سبحانه إضافة خالقه إلى مخلوقه ومصنوع إلى صانعه وإضافتها إلى الله تقتضي تخصيصا وتشريفا يتميّز به المضاف عن غيره. وأنّ كلمة روح قد وردت في القرآن في إحدى وعشرين موضعا ومن أمثالها قول الله سبحانه " وإنّه لتنزيل من ربّ العالمين نزل به الروح الأمين"(الشعراء ١٩٢-١٩٣) .وقوله تعالى:" ومريم بنت عمران التي أحصنت فرجها ونفخنا فيه من روحنا وصدّقت كلمات ربّه وكتبه وكانت من القانتين"(التحريم ١٢)
وقوله تعالى:" ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا" (الإسراء ٨٥)
      
    والروح تطلق على موجود الخفي المنتشر في سائر الجسد الإنساني. وقد شغل هذا الموضوع الفلاسفة والعقلاء عبر القرون كما وقع الخلاف بينهم في مسألة النفس والروح هل هما شيئ واحد أو شيئان مختلفان. والمعنى الروح "بأنّه جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس وهو جسم نوراني علوي خفيف حيّ متحرّك ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورد وسريان الدهن في الزيتون والنار في الفحم. فما دامت هذه الأعضاء صالحة لقبول الأثار الفائضة عليها من هذا الجسم اللطيف وبقي هذا الجسم اللطيف مشاركا لهذه الأعضاء بسبب استيلاء الأخلاط الغليظة عليها وخرجت عن قبول تلك الآثار فارق الروح البدن وانفصل إلى عالم الأرواح.

مفهوم التربية الروحية
      
    إنّ الله سبحانه وتعالى خلق العنصر المادّي والعنصر الروحاني وجعل الروح في الإنسان سرّا من أسراره ويكون هو موضع التربية الإسلامية. وقد كان من الطبيعي أن يهتمّ القرآن الجانب التربيوي لاستقامة الحياة الكريمة ويظهر التناسق بين طاقات الثلاث وهي العقلية والروحية والجسمية. فللجسم تربيته التي تضبطه مع أحكام شرع الله ويلبّي مطالبه بما أحلّ الله له وكذلك العقل تتمّ تربيته على كيفيّة النظر والتدبّر الذي يوصله إلى الإيمان الصادق ويحول بينه وبين الجنوح والضلال والتخبّط. وكذلك للروح تربيته الخاصّة التي تستهدف أن تتعلّم هذه الروح كيف تحسن صلتها بالله عن طريق التعبّد والتذلّل والطاعة والاستسلام لمنهجه وهذا أصل أصيل في تربية الروح.
         
 ومن خلال التربية الروحية يصلح الإنسان كلّه فإذا صلح الفرد صلح المجتمع لأنّ أيّ إهمال أو تقصير في التربية الروحية يؤدّي إلى فساد الإنسان كلّه روحه وعقله وجسده ويعود ضرر ذلك على الكيان الاجتماعي. ويقول القادري " إنّ الطاقة الروحية في الإنسان أكبر طاقاته وأعظمها,فطاقة الجسم محدودة بالكيان المادّي المحسوس, والطاقة العقلية محدودة بحدود الزمان والمكان. وأمّا الطاقة الروحية لا تعرف حدود الزمان والمكان.وأمّا مقصود التربية الروحية " ترسيخ القوى الروحية لدى الناشئين وعرس الإيمان في نفوسهم إشباعا لنزعتهم الفطرية للتديّن وتهذيب غرائزهم والسمو بنزعاتهم وتوجيه سلوكهم على أسس القيم الروحية التي تستمدّ من الإيمان الصحيح بالله".
     
     والتربية الروحية السليمة هي التي تجعل الإنسان مرتبطا بربّه ذاكرا وشاكرا له واثقا به متوكّلا عليه سائلا وراجيا رحمة ربّه. ومن خلال التربية الروحية تتمّ شخصية مختلف الجوانب الشخصية الإنسانية تنمية شمولية تستهدف إقامة الإنسان إلى الصراط المستقيم لتصلح له الحياة الدنيا فيحيا أهلا لتكريم الله له وتصلح له آخرته فيحصل برضى بربّه وحسن مثوبته.
 
الوسائل في التربية الروحية
     
     وأنّ التربية الروحية تحتاج إلى بعض من الوسائل التي تقوّيها وتزيد من وضوحها حتّى يتأثّر إلى التحقيق الكامل. ومنها
1) تربية الروح بالإيمان بالله
يعتبر الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشرّه الأساس الأوّل لتربية الروح على طاعة الله وحبّه وامتثال أوامره واجتناب نواهيه. ولذلك فإنّ الإيمان بالله يشكّل لدى الإنسان حاجة أساسية. وهو يربّي الروح ويملأها طمأنينة ويدفع عنها اليأس والقنوط. وإليه إشارة من قول الله سبحانه:" الذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب"(الرعد ٢٨). وعلاوة على هذا أنّه يحمي الإنسان من التمزّق والانقسام والضياع ومن الخضوع والاستسلام لشهواتها ورغباتها وملذّاتها الدنيوية.
      ومن فائدته أنّه ينقي الروح من الشوائب الميول المنحرفة ويردع المؤمن عن طأطأة رأسه ومدّ يديه إلى غير الله ويرقي بالشخصية المسلمة نحو الكمال والسمو في التصوّر والسلوك. وبهذا يكون الإيمان بالله غذاء للروح ووقاية له من أمراض القلق والخوف والأهواء والشهوات والشبهات.
        
  وأنّ الإيمان بالله بمعناه الصحيح كما ذكره ابن حجر رحمه الله ” أنّه عتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان" وهو ممارسة سلوكية في الإنسان كما شبّهه صاحب كتاب العقيدة في الله "كشجرة طيّبة ضارية بجذورها في الأرض الطيّبة وباسقة بسوقها في السماء مزهرة مثمرة معطاة تعطي أكلها كلّ حين بإذن ربّها. فالإيمان هو الشجرة وجزورها هي الحقيقة التي تغلغل في قلب صاحبها والسوق والفروع والثمار هي العمل.
      
    وللإيمان بالله بجميع أركانه أثره البالغ على تربية الروح وتزكيتها لتصل إلى أعلى درجات الطهر والرفعة. فالإيمان بالملائكة يجعل الروح تستشعر إنّ الله سخّر لها ملائكة يحفظونها ويستغفرون لها كما أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذه الحقيقة: "هو الذي يصلّي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور" ( الأحزاب ٤٣). وهم عباد الله الذين لا يملّون ولا يتعبون من عبادته بقوله تعالى: "يسبّحون اليل والنهار لا يفترون" (الأنبياء ٢٠) . والإيمان بالملائكة يسموا بالروح ويربّيها على الخشوع لله والحرص على عبادته والتأسّي بفعل ملائكته لما أنّهم كانوا دائمون في العبادة لله من التسبيح والاستغفار وإكثار السجود.
   
       وأنّ التربية بكتاب الله الذي أنزل الله على رسوله كتاب جليل القدر لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, يتضمّن منهجا تربويا متكاملا يكفّل الشخصية الإنسانية جسميّا وعقليا وروحيا ويحقّق لها السعادة في الدارين. ويربّي الروح على التصديق بكلّ ما جاء من عند الله وينمّي فيها وحدة الوجهة والمصير. والإيمان بالرسل بما أنّهم اصطفاهم الله وبعثهم إلى أممهم لدعوتهم إلى توحيده وعبادته, تربية للروح على امتثال ما أمر بهم واجتناب نواهيه والاقتداء بهم في جميع الأمور.
     
     والإيمان باليوم الآخر فهو يربّي الروح على اعتقاد بأنّ الله سيبعث الناس يوم القيامة وأنّ كلّا من الأمور سيجازيها إن خيرا فخيرا وان شرّا فشرّا. وفي هذا تربية للروح على هذا الزهد في الدنيا وعدم الركون إليها, وإنّها تعمل للدنيا والآخرة في توازن وتناسق بحيث الشخص بالمسئولية والصبر على المكاره ابتغاء للأجر والثواب من عند الله. وللإيمان بالقدر أثره البالغ في تربية روح الإنسان المسلم على القوّة فلا يضعف أمام الأحداث إيمان منه بأنّ قدر لكلّ أجل معيّن. وفيه إشارة من قول الله " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" (الأعراف ٣٤)إضافة إلى التوازن والاعتدال في حياة المرأ في حالتي السرّاء والضرّاء.
     
     وبالخلاصة فإنّ الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر يربّي الروح تظهر آثارها واضحة في السلوك كما يقول صاحب كتاب تربية المراهق: " إنّ عقيدة الإيمان لا تتحمّل السلبية إذ إنّها بمجرّد تحقّقها في عالم الشعور تتحرّك لتتحقّق مدلولها في الخارج وتترجّم نفسها إلى حركة وإلى عمل في عالم الأرواح"

2)      تربية الروح بالعبادات
       
   تعتبر العبادات تربية عملية للروح يتمّ من خلالها تطبيق وتنفيذ الجانب النظري من تربيتها كما يقول صاحب كتاب التربية الروحية " إنّ الجانب العملي للتربية الروحية تتمثل في ممارسات وأعمال وخبرات وتجارب تمرّ بها الروح عمليا لتتزكّى وتزداد صفاء وتقترب من الله تعالى. لأنّ العبادات توثق الصلة الدائمة بين الإنسان وبين الله تعالى حتّى يستشعر الإنسان حلاوة الطاعة تسرّي في روحه وبذلك يزداد إلى الله ويسارع إليه بالتوبة خوفا ورجاء.
   
       والعبادات في الإسلام " وهي شاملة تستوعب الكيان البشري كلّه تهدف إلى خلق الشخصية المسلمة المتكاملة جسميّا وعقليا وروحيا. فالصلاة والصوم والزكاة والحجّ جميعها عبادات روحية تربط العبد بربّه وتقوّي صلته بخالقه. لأنّ العبادة هي الخضوع لله على وجه التعظيم فمن أطاع الله بالعبادة وشغل سمعه  وبصره ولسانه وقلبه بما أمر الله به فهو يعمل على تربية روحه تطهيرها ممّا يتعلّق بها أحيانا 
من الأدران.

أثر الصلاة
      
    وللصلاة في الإسلام مكانة مرموقة عالية وهامّة بين الأركان لما أنّ لها آثارا في حياة الإنسان ويورّث في نفسه ولادة المشاعر الحيّة الراقية التي تدفعه نحو فعل الخيرات وترك المنكرات واجتناب المذمومات من الأفعال وهذا واضح أظهره القرآن مبيّنا ثمرة الصلاة حيث قال: "إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" (العنكبوت ٤٥). والابتعاد عن المنكر يأتي نتاجا لقراءة القرآن وتدبّره والتسبيح والحمد والركوع والسجود وهذه الشعائر تربط الإنسان بخالقه وتنمّي الصلة الروحية وتهذّب مشاعر الإنسان ليكون متعاليا على سفاسف الأمور وقبائحها.وقد قال الرسول صلّ الله عليه وسلّم في حديث رواه البخاري: أرأيتم لو أنّ نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كلّ يوم خمسا ما تقول ذلك يبقي درنه. قالوا: لا يبقي من درنه شيئا. قال:فذلك مثل الصلوات الخمس يمحوا الله بهنّ الخطايا.

أثر الصيام
      
    إنّ الآية الكريمة التي أمر الله فيها وجوب الصيام ذكرت الحكمة من فرض الصوم وهي تحصيل التقوي بقوله تعالى: "لعلّكم تتّقون" (البقرة ١١٠). والتقوي إذا نمت القلوب أحيا فيها مشاعر طيّبة وولّدت فيها أحاسيس كريمة. وإذا أخلص العبد في عبادة الصيام نمت فيه خشية الله وتولّدت في نفسه رقابة عالية. وقد قال رسول الله صلّ الله عليه وسلّم: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".

 ويقول صاحب كتاب التربية الروحية : "الصوم مدرسة كاملة لتربية الروح لأنّه كفّ للإنسان عن شهوات بطنه وفرجه بل كفّ بصره وسمعه ولسانه وسائر جوارحه عمّا يغضب الله عزّ وجلّ كما هو كفّ للروح عن هموم الدنيا.

أثر الزكاة
     
     قال رسول الله صلّ الله عليه وسلّم: "فتنة الرجل في أهله وماله تكفّرها الصلاة والصدقة". والزكاة منهاج تربوي عال عملي أصيل لضعف النفس وتطهيرها من داء الشحّ والعثرة وعبادة المال. وقد قال تعالى: "أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدّموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله" (البقرة 
 ١١٠). وللزكاة آثارها التربوي على تربية  الروح كما قال الغامدي: "بأنّها تربّى الروح على صنع المعرفة وإسداء الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين تشعر روح المسلم بالسعادة والراحة والانشراح لتأدية ركن من أركان الإسلام وإسعاد مستحقّيها بالعطاء والبذل وإدخال السرور في أنفسهم". وقد ذكر الله سبحانه وتعالى: "لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون" (آل عمران ٩٢)
     
     وكذلك شأن حجّ بيت الله الحرام للمستطيع فهو كفّارة للذنوب كما روى أبو هريرة رضي الله عنه: قال سمعت رسول الله صلّ الله عليه وسلّم يقول: "من حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمّه". والحجّ بكلّ أعمالها تغذّي الروح وتنقّيها وتصقلها وتقتربها من الله تعالى.
  
        والنوافل من العبادات لها أيضا الدور المحوري في التربية الروحية مثلما قال صاحب كتاب التربية الروحية عن أداء النوافل: "تربية روحية جيّدة إذا روعيت فيها عدّة عبارات منها الإخلاص لله تعالى والموافقة للسنّة عندها تكون تربية للروح على فعل الخيرات والروح التي تتربّى على أداء النوافل تستطيع أن تمضي في طريق البذل في سبيل الله"
   
       وأمّا التربية الروحية بالاشتغال في الأذكار حيث ينشأ على الذكر مطمئنّ النفس خاشع القلب قوي الصلة بالله كما أمر الله بها إلى جميع الإنسان بقوله تعالى: "يآيّها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا" ( الأحزاب ٤١). يقول محمود في كتابه التربية الروحية عن الأذكار: "بأنّها توصل المؤمن بربّه وتعمّر بالإيمان قلبه وتمسّك عن الشرّ جوارحه تعينه على أن يفعل الخير".
          ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإيّاكم في فسيح جنّاته يا ربّ العالمين.آمين.


المصادر

يالجن :التربية الإسلامية والطبيعة الإنسانية

العلواني : الإسلام والتربية الروحية ص 5

 أسس التربية الإسلامية للزتناني ص 327

الروح لابن للقيم ص: 246

التوازن بين الروح والعقل والجسد للقادري ص 57

تربية المراهق للناصر ص: 290

التربية الروحية لمحمود ص :126

الأثر التربوي للعبادات لسهير

الغامدي منهج التربية الإسلامية ص: 45

محمود التربية الروحية ص:237

محمد علي الوافي
محاضر في كلية الشهداء للدعوة الإسلامية مامبا 

إرسال تعليق

أحدث أقدم