إلى بلد الحزن

 

واه نعم... 

هلا نختار مونار 

وافق جابر وسلمان لرأي راشد حتى عينوا الرحلة يوم الجمعة, كان الفصل أيام الشتاء, ولم يظهر راشد سفره على أمه حتى رأت  استعداده فسألته إلى أين  ؟ فأجاب راشد إني أروح إلى مكان كذا مع أصدقائي ، ولم يوضح عن سفره وضوحا تاما حتى قابل يوم الجمعة وحضر أمام بيته أصدقائه فى السيارة المتهيئة للسفر .وحزنت أمه فى أمره  وخافت على من أرسلهم وسألت لأصدقائه عنه وقالوا لا تخافي إنا نجيئ قريبا. ولم ترض أمه في سفرهم.

  وقصدوا إلى غايتهم مع حلوة السفر ولذة الرحلة ولم يمنحو اعتبارا  لأحوال البيت والصلوة المكتوبة .وصلوا  مدينة قريبة لمقصدهم, و الشمس يغرب والليل يوشك أن يكلح، و تسمع الغناء والأنين من هنا و هناك .قصدوا إلى الفنذق الخمس نجوم، وغذوا أنواعا من الوجبات السريعة والمخذرات حتى شبعوا.

   وها إن أم راشد تقعد على كرسيها حزينة كئيبة حتى أصابها الصداع والحمى ولم يكن معها أحد ليساعدها، وكانت وحيدة فريدة فى دارها, وقد مات أبو راشد قبل سنة واحدة.

  وما زالت تجلس وهي قلقة في أمره و متحيرة فى دأبه , تفكرت كثيرا عن أحواله وأمعنت خيالها في ولدها الحنون وفزعت في حله وترحاله و خشعت فى صيانته و حفاظته  ولم تغذ عشاءا من أجل غيبة ابنها و شدة دائها .حينما أظلم الليل اشتد مرضها فجاء جيرانها  وأوصلوها إلى المستشفى و فحصها الطبيب لكن على الخسر نفذ قضاء الله تعالى ونزل المنية

   بينما ينام راشد وأخلائه فى الغرفة التى اختاروا في سفرهم ولا يزال يجرى الاتصال  إلى جواله و يتكرر، ولكن لا يجيب جواله  لأنه استغرق في النوم.

   يرتفع الضحى والنهار يكاد أن ينتصف حتى استيقظ قبل الظهر وأخذ واتساب واه..أسفا..واعتعرف هو نأي أمه ولكن لم يقل لأخلائه عن موتها بل قال لهم  إني أسرع لزواج بنت عمي وأقصد إلى بيتي ولم أجازوا له للذهاب إلى البيت، وبعد جدال قليل  غادر  راشد غرفته وتأخر  أصدقاءه  عنه, ركب راشد الحافلة إلى بلده البعيدة من ذلك المكان، والأخلاء ناظرون الحافلة ...

مقداد فايور

إرسال تعليق

أحدث أقدم