التسامح في عين الإسلام

التسامح في عين الإسلام
ومن الحقيقة التي لا تجحد أنه لا نستطيع أن نرى المسلمين بالاتجاهات السائدات في جيلنا الجديد. وهم يقودون حياتهم في كل المجالات والمنطقات بناحية المجتمع وزاويتها بكل أنحاء العالم. ولا شك ولا ريب فيها أنه يقود المسلمين إلى درجة سفلى وإلى منزلة أخرى بين يدي المجتمع بسائر أنحاء العالم وأقرانها. فإن أول سبب هذا التدمير للمسلمين أفعالهم وأكسابهم بالظلم والطلع.

وفي هذا العصر الراهن أن المسلمين يسرعون إلى ميادين المعاريك والمحاريب من خصال صغير يكرهه. ومن الحقيقة أنه لا نُحمّل الظلم على كل مسلم، ولكنهم كلهم مشتركون فيها لأن الاعتبار الإسلامية لا الأجسادية, إن تشاركوا فيه أو لا. وكل من العلماء والأمراء وعامة الناس كلهم مجرمون ومأجورون بهذا . لأنهم يقولون قولا واحدا ويقصدون قصدا فريدا. ويدعون إلى الجهاد والقتال وإن يدعون إلى العلمانية والإصلاح.

وإذا أمعننا أنظارنا نرى أن المسلمين يترجعون الصدية بأصناف الأقوال "انتجاحنا في الجهاد" "وما حل لنا إلا الجهاد". وإذا تأملنا إلى فلسطين نتمكن أن نرى هناك الشباب يغنون الشعار الذى كتب بمنصبهم " إليك الجهاد, إليك الجهاد,وهي حل لنا إلى الانتجاح".

ومن المفهوم معاملة علماء المسلمين وعقلائهم أعظم سبب وأكبر خصل في تحميل المسلمين.ونرى أن أحد ما إذا كتب على الإسلام وهم يجهزون السلاح لقتله وإن أريد به خيرا أو شرا. وهذا فائدة الخيال وجائزتها. وإن حمل عليهم أقوال وأكساب يأخذون سلاحهم ويسرعون إلى ميادن المعاريك, ولكن لن يقتلوا غضبهم وهجائتهم بسلاحهم السكوت والسكون كما قال عمر الفاروق "علينا أن نتخير حيلا صالحة لا طالعة". وإن كان بهم خصلة اقتصادية أو اجتماعية يـأخذون أيديهم إلى الدماء ولا يريدون النجاة والحيلة النسيمة. 

ونفهم من هذه الاجتماعيات والمظلمات من إمكانياتهم في أخوة العالمية. ومن المبعوث أنهم ينظرون في كل ناحية من نواحي العالم بعين واحد وبمقلة فريدة ونستطيع أن نرى عند إمعان الجدران أنها كتب هناك "عليك المسلمين"بدل "عليك الكلاب".ولم يكتب هذه الكلمات بجدران بل في قلوب الناس.هذا كلهم يدل على تدمير المسلمين في هذا العصر الراهن .والرجوع إلى تراثهم الفاضل هي الحل الوحيد والدفع الفريد لنا بلا ظلم ولا جرم .

وإذا تعمقنا بأشياعها وأعشابها نرى أن هناك احتمالات للرجوع إلى الاتجاه السائد بتركهم الظلم والإرهابيات بقدر أحسن ما يستطيع وأجود ما يقدر.ويصير الناس يرحبونهم بدل تذليلهم وتذميمهم.ويصير إخوانا للعامة وينظر خصالهم وخصامهم بالعدل والقسط.ويعطي معاملة المسلمين مع الأمن والسلامة وقد يكون ذلك تنبيه عصلية وحصة مميزة لهم.ويقاد بهم إلى علو درجة الترقية وسمو الازدهار.وهو يسهل لنا ميدانا للدعوة الإسلامية بأكثر تقدير.ومعاملة بين المسلمين والكافرين يقودهم إلى تراثهم الفاضل. وقد كثرت الأقوال الخبيثة بين المسلمين والكافرين في جيلنا الجديد.وإطلاع معاملة المسلمين بالأمن والسلام وهو ترقية في أفعال الدعوة الإسلامية

وإذا ألقينا أنظارنا إلى القرءان عبر الورقات وطول السطور نجد أنه ينشأ تاريخ الحديبية بالبحث والتنقيب.أنه كان نجاح الأمن والسلامة وبالحقيقة أنه كان نجاح صاف بين المسلمين والمشركين . وقد تكون المعاملة اتباع سنة هديبية ايضا ويحصل مهماة كثيرة من مهمات التي حصل بعد هديبية .

الأمن والعدل

لنبدأ البحث بذكر عدوم العدل في أفعالهم وأكسابهم. بهذا يعصبون ويظلمون، وفي هذا العصر  لا يسمى المسلمون إلى القسط والعدل. وكيف يمكن والمسلمون كلهم في خيال واحد. ولايحصل العدل بالأمن فقط بل بالفعل معا. والصدق يحصل باالعدل كثيرا. وكان واقعة الهديبية رسالة عليا. والنبي فعلها لتحصيل النوبات .وجدير بالذكر هنا أن القرءان يهدي إلى أهميات حرية الأديان ،حيث  لا إكراه في الدين ،والإيمان بين النفس وإلهه. وإن كان يكلف فقد يكون جريمة لا تغتفر. والقرءان ينصحهم لاختيار الديانات بسلوكهم الحرية.ولذا قال القرءان"لا إكراه في الدين".

وإذا تخيلنا نرى أن الله قدير على إسلام كل الناس ولكن الله وقف عنه وأعطانا اختيارا .وعلينا أن نختار مسلكا طيبا وطريقا طاهرا.وإن وفق لله الواحد القهار فدخل الجنة فقد فاز.وقد قال الله تعالى فائداته عبر الكتب والرسل.ونرى أن القرءان يهدينا إلى أضواء العلمانية.  

وهل هناك نظير لهذا التسامح؟

 ومن المعلوم أن أحسن النظير والمثيل لهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو أعمق العلم في القرءان تحت السماء .وهو أيضا قائد يُتبع.وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعزر الأمن ويشيعها عند معاملة المشركين.ولم يرُدّ السماحة للأمة وحدها بل لكل الناس في مجتمع العالم.وحثهم لتحفيظ الأقلية .

وإذا أمعنّا نقطة النظر إلى سجال التاريخ الإسلامية أنه لما ثبت النبي بالمدينة المنورة,وقصد لعاصمة إسلامية بها,كان هناك ثلاث قبيلة من اليهود لم يؤمنوا ولم يسلموا.فإذن آذن النبي كلهم على بناء الحكومة بالمدينة المنورة بسنة 622 م.

وإذا استلفتنا أنظارنا إلى سجال تاريخ المدينة المنورة نرى أن هناك وعد بين المسلمين وغيرهم من اليهوديين والعربيين مع أنه هناك %45 من اليهود و 40% من العرب و15من المسلمين.وقد استوعب فيه 47 فقرات وتوقع فيها أشخاص من ديانات مميزة وأصلاب شتى. ويحمى هذا الوعد التقويمات الأصلية  كالمساواة والحربية لكل شيئ. وقد أذنت فقرة 25 لليهوديين والعربيين أن يعملوا بإيمانهم بلا أذى ولا قذى، وبالحاصل أنه كان ذلك أول نقطة دستور.

ويمكن أن نرى هذا الدستور في تاريخ ابن إسحاق وابن هشام. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: "وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَادَعَ فِيهِ يَهُودَ وَعَاهَدَهُمْ، وَأَقَرَّهُمْ عَلَى دِينِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، وَشَرَطَ لَهُمْ، وَاشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ مِنْ قُرَيْشٍ وَيَثْرِبَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ، فَلَحِقَ بِهِمْ، وَجَاهَدَ مَعَهُمْ، إنَّهُمْ أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ دُونِ النَّاسِ، الْمُهَاجِرُونَ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ،بَيْنَهُمْ، وَهُمْ يَفْدُونَ عَانِيَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَبَنُو عَوْفٍ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى، كُلُّ طَائِفَةٍ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ،

 وَبَنُو سَاعِدَةَ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى، وَكُلُّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَبَنُو الْحَارِثِ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى، وَكُلُّ طَائِفَةٍ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَبَنُو جُشَمٍ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلِهِمْ الْأُولَى، وَكُلُّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَبَنُو النَّجَّارِ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى، وَكُلُّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَبَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى، وَكُلُّ طَائِفَةٍ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَبَنُو النَّبِيتِ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى، وَكُلُّ طَائِفَةٍ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَبَنُو الْأَوْسِ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى، وَكُلُّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَا يَتْرُكُونَ مُفْرَحًا بَيْنَهُمْ أَنْ يُعْطُوهُ بِالْمَعْرُوفِ فِي فِدَاءٍ أَوْ عَقْلٍ".

وقَالَ ابْنُ هِشَامٍ: "الْمُفْرَحُ: الْمُثْقَلُ بِالدَّيْنِ وَالْكَثِيرُ الْعِيَالِ". قَالَ الشَّاعِرُ:

  إذَا أَنْتَ لم تَبْرَح تؤدّى أَمَانَةً 

                    وَتَحْمِلُ أُخْرَى أَفْرَحَتْكَ الْوَدَائِعُ 

وَأَنْ لَا يُحَالِفَ مُؤْمِنٌ مَوْلَى مُؤْمِنٍ دُونَهُ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ الْمُتَّقِينَ عَلَى مَنْ بَغَى مِنْهُمْ، أَوْ ابْتَغَى دَسِيعَةَ ظُلْمٍ، أَوْ إثْمٍ، أَوْ عُدْوَانٍ، أَوْ فَسَادٍ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهِ جَمِيعًا، وَلَوْ كَانَ وَلَدَ أَحَدِهِمْ، وَلَا يَقْتُلُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا فِي كَافِرٍ، وَلَا يَنْصُرُ كَافِرًا عَلَى مُؤْمِنٍ، وَإِنَّ ذِمَّةَ اللَّهِ وَاحِدَةٌ، يُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضُهُمْ بَيْنَهُمْ، وَهُمْ يَفْدُونَ عَانِيَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَبَنُو عَوْفٍ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى، كُلُّ طَائِفَةٍ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَبَنُو سَاعِدَةَ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى، وَكُلُّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَبَنُو الْحَارِثِ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى، وَكُلُّ طَائِفَةٍ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.

 وَبَنُو جُشَمٍ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلِهِمْ الْأُولَى، وَكُلُّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَبَنُو النَّجَّارِ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى، وَكُلُّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَبَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى، وَكُلُّ طَائِفَةٍ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَبَنُو النَّبِيتِ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى، وَكُلُّ طَائِفَةٍ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَبَنُو الْأَوْسِ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى، وَكُلُّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَا يَتْرُكُونَ مُفْرَحًا بَيْنَهُمْ أَنْ يُعْطُوهُ بِالْمَعْرُوفِ فِي فِدَاءٍ أَوْ عَقْلٍ".

"وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ نَفَقَتَهُمْ، وَإِنَّ بَيْنَهُمْ النَّصْرَ عَلَى مَنْ حَارَبَ أَهْلَ هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، وَإِنَّ بَيْنَهُمْ النُّصْحَ وَالنَّصِيحَةَ، وَالْبِرَّ دُونَ الْإِثْمِ، وَإِنَّهُ لَمْ يَأْثَمْ امْرُؤٌ بِحَلِيفِهِ، وَإِنَّ النَّصْرَ لِلْمَظْلُومِ، وَإِنَّ الْيَهُودَ يُنْفِقُونَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ مَا دَامُوا مُحَارَبِينَ، وَإِنَّ يَثْرِبَ حَرَامٌ جَوْفُهَا لِأَهْلِ هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، وَإِنَّ الْجَارَ كَالنَّفْسِ غَيْرَ مُضَارٍّ وَلَا آثِمٌ، وَإِنَّهُ لَا تُجَارُ حُرْمَةٌ إلَّا بِإِذْنِ أَهْلِهَا، وَإِنَّهُ مَا كَانَ بَيْنَ أَهْلِ هَذِهِ الصَّحِيفَةِ مِنْ حَدَثٍ أَوْ اشْتِجَارٍ يُخَافُ فَسَادُهُ، فَإِنَّ مَرَدَّهُ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى أَتْقَى مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ وَأَبَرِّهِ ، وَإِنَّهُ لَا تُجَارُ قُرَيْشٌ وَلَا مَنْ نَصَرَهَا، وَإِنَّ بَيْنَهُمْ النَّصْرَ عَلَى مَنْ دَهَمَ يَثْرِبَ.

 وَإِذَا دُعُوا إلَى صُلْحٍ يُصَالِحُونَهُ وَيَلْبَسُونَهُ، فَإِنَّهُمْ يُصَالِحُونَهُ وَيَلْبَسُونَهُ، وَإِنَّهُمْ إذَا دُعُوا إلَى مِثْلِ ذَلِكَ فَإِنَّهُ لَهُمْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، إلَّا مَنْ حَارَبَ فِي الدِّينِ، عَلَى كُلِّ أُنَاسٍ حِصَّتُهُمْ مِنْ جَانِبِهِمْ الَّذِي قِبَلَهُمْ، وَإِنَّ يَهُودَ الْأَوْسِ، مَوَالِيَهُمْ وَأَنْفُسَهُمْ، عَلَى مِثْلِ مَا لِأَهْلِ هَذِهِ الصَّحِيفَةِ. مَعَ الْبِرِّ الْمَحْضِ؟ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الصَّحِيفَةِ. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَيُقَالُ: مَعَ الْبِرِّ الْمُحْسِنُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الصَّحِيفَةِ. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَإِنَّ الْبِرَّ دُونَ الْإِثْمِ، لَا يَكْسِبُ كَاسِبٌ إلَّا عَلَى نَفْسِهِ، وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى أَصْدَقِ مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ وَأَبَرِّهِ، وَإِنَّهُ لَا يَحُولُ هَذَا الْكِتَابُ دُونَ ظَالِمٍ وَآثِمٍ، وَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ آمِنٌ، وَمَنْ قَعَدَ آمِنٌ بِالْمَدِينَةِ، إلَّا مَنْ ظَلَمَ أَوْ أَثِمَ، وَإِنَّ اللَّهَ جَارٌ لِمَنْ بَرَّ وَاتَّقَى، وَمُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. "

وقد أرسل النبي رسالات مميزات إلى الملوك والأقيال يدل على أمن وسلام.وقد كتب النبي إلى الراهبين الساكنين بطور سيناء سنة 628م. ويسماها "عقد امتيازي"( charter of privilege) وهو يقول عن التسامح والعلمانية.وبعض الأقوال فيها يقول "وهم أصحابي وأحميهم"وقال أيضا "وإن زوج المرأة منهم لا بأس يأذن لهم أن يعبدوا بكنيستهم". وقد قال العالم المغربي "مرمديوك بكتال"عن هذا الرسالة :

 “The Charter which Muhammad (saw) granted to the Christian monks

of Sinai is a living document. If you read it, you will see that it breathes not only

goodwill, but also actual love. He gave to the Jews of Medina, so long as they

were faithful to him, precisely the same treatment as to any Muslims. He never

was aggressive against any man or class of men . The story of his reception of

Christian and Zoroastrian visitors are on record. There is not a trace of religious

intolerance in any of this.”

 هل الإسلام انتشرت بالسيوف؟ 

  كما سبقنا بالذكر، أن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها والقرءان يمنع الدعوة بالقوة بأتم الإمكان .ولكن انتشر الإسلام إلى سائر أنحاء العالم،وعوام الناس أكثرهم يقصدون على أن الإسلام انتشر بالسيوف بل إنه بجمال درسه وجلاب حكمته.

 وإذا أمعنّا أنظارنا إلى تاريخ النبي باالمكة المكرمة كانوا يظلمون بأيادي قريش فإذا قال لهم أن يهاجروا إلى بلد غيرها. فإن أرض الله واسعة .فلما هاجروا إلى المدينة غضب قريش وجهزوا للغزوة .فإذا أذن الله لهم بالجهاد .

وهل هناك عدم التسامح في الإسلام ؟ 

 وياللأسف كل الأسف أن الناس في هذا العصر الراهن قد نسوا أهداف الإسلام الأصلي من حرية وتسامح ويظهرون العنف والظلم ضد من يتحداهم من الفرقة الأقلية من المسلمين مثل الأحمديين وغيرهم. ومن المعروف لدى الجميع أن الإسلام والمسلمين لا يزالون يتعرضون للاتهامات الباطلة من قبل الغربيين وغيرهم، ولكن عنما  نعامل تجاهها باالتسامح  والصبر قد يبحث معظم الناس أسباب الاتهامات ويستوعبون ويفهمون الحقيقة  ولذلك علينا أن نعامل معاملة الخير للناس جميعا حيث لا نميز بين الصديق والعدو والموالي والمعارض.


محمد شهير مندمبرمب

إرسال تعليق

أحدث أقدم