الأساليب النبوية في تربية الشباب

الأساليب النبوية في تربية الشباب


الأساليب النبوية في تربية الشباب

الدعوة الإسلامية هي ما علينا شكرا لرب العالمين لهدايته إيانا من غير حول منا ولا قوة. فدعوتنا واجب كونها في الدراب التي قبلها النبي المعلم صلى الله عليه وسلم طول دعوته من الحكمة. كما قال الله عز وجل "ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة "فدعوتنا المهمة لازم التفاتها الى ذروة سنام القوم. هي الشبان. ومن هم الشباب؟ فإن من أدق مراحل حياة الإنسان مرحلة الشباب. إذا صلحوا صاروا أمراء الأمة في الخير والبر كلها وصاروا أخيارا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوصيكم بالشباب خيرا فإنهم أرق أفئدة. بعثت بالحنيفة السمحة فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ" . إن قبحوا صاروا أقبح الناس وكينونة القبائح كلها كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم : "الشباب شعبة من الجنون" من خلال التأمل في سير صحابة النبي صلوات الله عليه وسلامه كانوا يقفون عاجزا عن التعبير والبيان. وهؤلاء الأفذاذ كيف ربوا؟ ومن رباهم؟ توصل الدهشة والحيرة إلى أن مربيهم سيد المربين أستاذ المعلمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فعلينا التعلم و التعمق فى الدراسة النبوية في تربية الشباب للعود إلى العز المفقود والمجد المسلوب.

قدوة حسنة:

من أنجح العوامل في تربية الشباب التي استعملها النبي صلى الله عليه وسلم صير المربي مثيلا للاقتداء. والشباب لهم ذوق طبيعي للتقليد ولذلك نرى في الشبان التقليد الأعمى وأنه من عدم كون المربى طرازا  يتبع. فمن كنانة الشباب التقليد. فكون المربي والداعي صاحبا للتقليد ليؤثر في حياة الشباب ، لا مرية فيه. فلا  حيرة في كون الصحابة هكذا صلحاء. والنبي صلى الله عليه وسلم كان أفضل المقلد وأكمل الخلق وقد شهد الله جل و علا بقوله:"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة (أحزاب 21)

وكان النبي صلى الله عليه وسلم على امتداد حياته صاحبا يقلد. قد قال الجلندي ملك عمان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعوه إلى الإسلام: والله لقد دلني على هذا النبي الأمي أنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به, ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له,وفى خبر أخرى أتى النبي صلى الله عليه وسلم والد مع ولده وشكى النبي عن كثرة أكل الحلويات  فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتيا بعد أسبوع. فأتيا بعدها ايضا فنصح الولد بما قال الوالد لتقليل أكلة الحلويات. فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا العمل فقال:ا
إتيانى أولا وأنا آكل الحلويات جيدا حتى تركت بأسبوع لأنصحه. وإلى أي شيء هذا يرشد؟ فحياتنا فى القدوة الحسنة يجلب من  ينظر إلينا إلى أخذ إخذنا السمحة.

الثناء:

وهاهنا أسلوب من أساليب التي استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم لتربية الشباب وترغيبهم إلى الإسلام والإحسان، هو الثناء على أعمالهم الصالحة ليرسخهم عليها وتطمئن القلوب بعودهم إلى الله تعالى. و في الأحاديث والتاريخ كثير من الأدلة.على سبيل المثال  يرغب النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر رضي الله عنه إلى صلاة الليل قائلا : "نعم عبد الله لو كان يصلي في الليل وكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا. و نرى فيما قلنا من الحديث، الحث والترغيب : أوصيكم بالشباب خيرا فإنهم أرق أفئدة بعثت بالحنيفة السمحة فحالفني الشباب فخالفني الشيوخ. أي الشباب كأبي بكر وعمر وعثمان والشيوخ كأبي  جهل وعتبة وشيبة. وفيه يظهر ترغيب الشباب بإعطاء عناية لهم ورتبة.




الرأفة و الرحمة :

الرأفة  والرحمة من أعظم منهج النبي صلى الله عليه وسلم الذي سلكه لتربية الشباب وتشغفهم بالإسلام. هو التربية بالحب والرفق والرأفة مع التيسير والرحمة بلا عتاب ولا لوم. ههنا كثير من الأدلة المرشدة المجلبة على تحقيق رأفته ورحمته للشباب. قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ "يا معاذ إني لأحبك " فقال له معاذ " بأبي انت وأمي يارسول الله وأنا أحبك " قال " أوصيك يا معاذ ,لا تدعن َ فى دبر كل صلوت أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك (مسند) وهنا ينصح النبي صلى الله عليه وسلم مع قوله " إنى لأحبك". فيه جعل التجنث إليه من النبي وقوله.

وليس قصة فضل بن عباس عنا ببعيد يروى قصته عن ابن عباس رضي الله عنهما يقول كان الفضل رديف رسول الله صلى  الله عليه وسلم فجائت امرأة من خشعم فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الأخرى ( بخارى).  ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم إياه وما لام بل أشار ورباه بإشارته. وهناك تاريخ أخرى ما يظهر فيه رفق
النبي صلى الله عليه وسلم للشباب. أتى إليه رجل الذى اعتنق الإسلام آنفا وقال يا رسول الله كل ما أمرت سأطيع وأنا مستعد له، إلا أمر المرأة فليس ذاك فى طاقتي لصبر، فاعف لي حكم المرأة وإذا رأيت امرأة تغلب شهوتى يا رسول الله. والرسول هو الذى قسى فى الأمر الذي سأله ذلك الرجل.ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ما شتمه وما سبه بل عانقه وأرسل نوره من قلبه الشريف إلى قلبه فبعده قال الرجل "ما عشقته لما دخلت أكرهه حين أرجع" . ما أجمل التربية هذه !.

والنبي صلى الله عليه وسلم يزين تربيته بأفعاله كلها وكان ييسر الإسلام على العباد ليدعوهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد, وفى رواية عن أنس بن مالك رضي الله عنه تقول تاريخ ثلاثة من نفر أتى عائشة رضي الله عنها سألوها عن حياته صلى الله عليهِ سلم جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي  يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أخبروا كأنهم تقالوها وقالوا: أين نحن من النبي ﷺ وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدا. وقال الآخر: وأنا أصوم الدهر أبدا ولا أفطر. وقال الآخر: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا. فجاء رسول الله ﷺ إليهم، فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني،  ( بخاري)

من خلال هذا ييسر النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام للعباد ففي الإيجاز من خلال هذه النقاط العظيمة والأحاديث النبوية والتاريخ يتضح لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم دعى الشباب ورباهم بأساليب شتى، بالطريقة الربانية والمنهج المستقيم والأسلوب الحكيم. فمن هنا ندرس درسا و يجدر بنا المقاومة والمداومة والملازمة عليها في حياتنا الدعوية والتربوية، إن اردنا إصلاح شبابنا ونهضة أمتنا. من الله التوفيق والله المستعان

محمد عامر بارنّور


إرسال تعليق

أحدث أقدم